صلخد والمزرعة.. مجموعات الأمن العسكري تتفكك

تواصل الفعاليات الاجتماعية والدينية في محافظة السويداء، بالتعاون مع حركة رجال الكرامة، والفصائل المحلية، مساعيها لتفكيك واجتثاث، المجموعات المسلحة المتورطة بالانتهاكات، فبعد عتيل وقنوات، تم التوصل لاتفاق يقضي حل مجموعتين، في المزرعة وصلخد.

مصدر في رجال الكرامة قال في اتصال مع السويداء 24، إن الفعاليات الاجتماعية والدينية في صلخد والمزرعة، طالبت بحل المجموعتين المرتبطتين بالأفرع الأمنية، ضمن إجراءات سلمية، تحقن الدماء. مشيراً إلى أن الحركة لا تتخذ خطوات منفردة، ولذلك تتفاوض مع الفعاليات الاجتماعية والدينية، في محاولة للوصول إلى حلول تنهي المجموعات غير المنضبطة، وفي حال لم تلتزم تلك المجموعات، فسيكون مصيرها كمصير عصابة راجي فلحوط، على حد تعبيره.

في مدينة صلخد جنوب السويداء، أعلنت الفعاليات الاجتماعية والسياسية والدينية، “حرصاً منها على السلم الأهلي، ولقناعتنا الراسخة بسيادة القانون العادل، وسلطة الدولة، وبالتشاور والتنسيق مع حركة رجال الكرامة، بمضافة قائدها الشيخ أبو حسن يحيى الحجار”، تقرر تفكيك فصيل ناصر السعدي، التابع لمخابرات العسكرية.

وحسب بيان صدر عن أهالي مدينة صلخد، تقرر خمسة بنود، أولها تسليم فصيل ناصر السعدي سلاحه، إلى لجنة مدينة صلخد الاجتماعية، التي تضمن عدم استخدام هذا السلاح لأي عمل منافي للأخلاق وللكرامة، وعدم إعادته للفصيل، بل سيكون في البلدة لحماية الارض والعرض. وتعهد السعدي، بعدم الخروج عن “أخلاق بني معروف وعدم ممارسة أي فعل خارج إطار الكرامة والاخلاق العامة ومبادئ الإنسانية أة الاتجار بأي مواد ممنوعة قانونيا او اجتماعيا”.

وتعهدت اللجنة الاجتماعية في مدينة صلخد، بمتابعة أي مطالبات أو شكاوى أة حقوق بحق الفصيل، وتتحمل هذه المسؤولية بالتعاون مع الضابطة العدلية في صلخد. كما تعهد الفصيل بتفكيك مجموعته التابعة للأفرع الامنية، وإنهاء أي وجود لها كمجموعة عسكرية على الأرض. وأخيراً، تتعهد اللجنة الاجتماعية في صلخد تطبيق البنود آنفة الذكر.

وفي بلدة المزرعة، بريف السويداء الغربي، توصلت حركة رجال الكرامة، بالاتفاق مع الفعاليات الاجتماعية والدينية في البلدة، إلى اتفاق ينص على تفكيك مجموعة كفاح الحمود، التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، وتسليم أسلحتها إلى حركة رجال الكرامة، خلال مدة أقصاها خمسة أيام.

الصفحة الرسمية لحركة رجال الكرامة، أعلنت بخصوص المزرعة، أن فعاليات ووجهاء ورجال دين من البلدة بالتعاون مع حركة رجال الكرامة توصلوا لحل مع المدعو كفاح الحمود من أبناء المزرعة من أجل تفكيك مجموعته وتسليم سلاحه وعودته إلى جادة الصواب، وتقرر تعهد الفعاليات والأعيان بتفكيك مجموعة كفاح الحمود، التي تتبع للأفرع الأمنية، والتزامه بعدم العودة لتشكيل أي تنظيم عسكري.

وينص الاتفاق على التزام الحمود بعدم القيام بأي عمل شاذ عن الاأخلاق المعروفية الأصيلة وعلى أي صعيد، كما تعهد بتسليم باقي سلاحه إلى حركة رجال الكرامة، خلال مدة اقصاها خمسة أيام من تاريخه. وتكفّل وجهاء بلدة المزرعة، بضمان تسليم السلاح ضمن المدة وبإعادة أي حق في ذمة المدعو كفاح الحمود بعد إثبات ذلك الحق.

ومع تفكيك مجموعتي صلخد والمزرعة، المتورطتين بانتهاكات عديدة، وبعد اجتثاث مجموعتي عتيل وقنوات، يبدو أن نفوذ المجموعات المسلحة، المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية، في السويداء، بات من الماضي، وسقطت كل القوة التي حاولت الشعبة بناءها في السويداء، وفرض قبضة أمنية عنفية من خلالها على السكان.

ومع ذلك، ينقسم الرأي العام في السويداء، بين مؤيد لخطوات تفكيك الجماعات المسلحة المتورطة بانتهاكات، دون إراقة دماء، وبين معارض لهذه الخطوة، ومطالب بأن تتم محاسبة هذه المجموعات على انتهاكاتها. لتبقى المحافظة أمام مخاض جديد، وبحاجة إلى جهود جميع أفراده، وفعالياته، لطوي صفحة الانفلات الأمني التي عانى منها الجبل لسنوات عديدة.