السويداء: عصابات الخطف تفشل في تحقيق غاياتها

بعد تعرض العصابات في السويداء، لضربات متتالية، من المجتمع المحلي، تراجعت جرائم الخطف بشكل ملفت. ولم يخلو الأمر من حصول بعض الحوادث، منذ بدأ الانتفاضة، ضد تلك العصابات الأمنية، في يوم السادس والعشرين من تموز، لكن الملفت، أن الخاطفين، لم يحققوا غاياتهم.

ووثقت السويداء 24، حادثتي خطف، خلال شهر آب/اغسطس الحالي، حدثتا في ظروف مماثلة، ونتيجة تعرض الجهة الخاطفة، لضغوط من فصائل محلية، تم إطلاق سراح المخطوفين، دون مقابل. في وقت أكد فيه مصدر من الفصائل المحلية للسويداء 24، أن أي شخص يثبت تورطه في عملية خطف، سيتم التعامل معه بكل حزم، وسيكون هدفاً للفصائل.

يوم الأحد الماضي، خطف مسلحون المواطن محمد عوض الخلف، من أهالي محجة في ريف درعا، بعدما استدرجوه إلى السويداء. الخاطفون طلبوا فدية مالية لإطلاق سراحه، ولم يمضي يومان، حتى أفرجوا عنه، دون مقابل. كذلك في يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، خطفت عصابة مسلحة، المواطن نضال ابراهيم، من محافظة حمص، بعد استدراجه بحجة العمل. لتعود وتطلق سراحه، بعد يومين، دون أن تحصل على الفدية المطلوبة، حيث أعلنت عائلته الإفراج عنه، موجهة الشكر لأهالي السويداء، الذين ساهموا في تحريره.

أيضاً أفرجت عصابة مسلحة، عن الأخوين فادي حجازي وعبد الكريم حجازي، من أهالي حي الميدان في دمشق، مساء أمس الاثنين، بعد شهر من اختطافهما في السويداء. وكانت الجهة الخاطفة، تطلب فدية مالية، وترسل مشاهد تعذيب قاسية لعائلة المخطوفين، لكنها اطلقت سراحهما، وتشير المعلومات إلى أن الخاطفين لم يحصلوا على الفدية المطلوبة.

خلف هذه التفاصيل، يبدو أن عصابة محددة، تقف وراء عمليات الخطف الأخيرة، مستغلة حوادث التوتر التي تعيشها محافظة السويداء، وعمليات اجتثاث وتفكيك العصابات المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية. وتشير مصادر خاصة للسويداء 24، إلى أن عصابة مشتركة في منطقة اللجاة، افرادها من محافظتي درعا والسويداء، تقف وراء تلك الحوادث، وتطال الاتهامات بشكل محدد، كلاً من: ر،أبو سرحان، و ف، أبو سراحان، و ح،رويضان.

وشهد يوم الاثنين، توتراً في قرية لبين، بمنطقة اللجاة، بعد استهداف دورية تابعة لحركة رجال الكرامة، سيارة المدعو ح،رويضان، عقب خروجه من منزل ف،ابو سرحان، ولم تمضي ساعات قليلة على الحادثة، حتى تم الإفراج عن المخطوفين، وتركهم على طريق دمشق السويداء.

يذكر أن محافظة السويداء، تشهد منذ عدّة سنوات، عمليات خطف من عصابات منظمة، بهدف الحصول على فديات مالية. وسجلت السويداء 24، تراجعاً واضحاً في نشاط تلك العصابات، منذ الانتفاضة التي حصلت أواخر تموز الماضي، ضد قوات الفجر، والعصابات المرتبطة بشعبة المخابرات العسكرية، التي كانت تقف وراء معظم عمليات الخطف.

فهل باتت تلك العصابات وانتهاكاتها من الماضي ؟ أم أن الواقع الذي تعيشه المحافظة، والدور السلبي للسلطة الأمنية، سيساهم بتفريخ عصابات جديدة في المرحلة القادمة، في حال لم ينجح المجتمع المحلي في خلق آلية فعالة لردع العصابات على المدى الطويل؟