حرّاس الآبار.. بين تقصير الدولة ورصاص اللصوص

لقي موظف على بئر مياه حتفه، إثر تعرضه لإطلاق نار، من مسلحين مجهولين، قرب بلدة عتيل، شمال السويداء، فجر اليوم الخميس.

الموظف فراس رؤوف شعبان، في مطلع الأربعينات من عمره، ينحدر من مدينة شهبا، ويعمل حارساً للبئر رقم 7، المغذي لبلدة عتيل. مصدر في مديرية المياه قال للسويداء 24، إن فراس وجد مقتولاً داخل عرفة الخدمة.

وأضاف أن المعطيات الأولى للجريمة، تشير إلى أن الحادثة سطو مسلح، مضيفاً أن البئر تعرض للسرقة قبل ثلاثة أيام، وتم قطع كابلات كهربائية منه، بعد تكبيل العامل وتقييده. وأشار إلى أن المديرية سارعت لإعادة تشغيل البئر، يوم امس الأربعاء، قبل 24 ساعة من جريمة قتل الحارس.

وتتعرض آبار المياه، وشبكات الكهرباء، وخطوط الاتصالات، لتعدّيات كثيرة، تهدف إلى قطع أكبال التغذية، لاستخراج النحاس منها، وبيعها في السوق السوداء، وغالباً ما ينفذ تلك العمليات، لصوص مسلحون، يرتبطون بعصابات منظّمة، تعتدي على الممتلكات العامة، لتحقيق أرباح مادية.

عمليات السرقة تلك، تؤدي لتفاقم الأوضاع الخدمية، المتردية أصلاً، في محافظة السويداء، وتسبب خسائراً باهظة، تنعكس بشكل سلبي على عموم الأهالي. وقد سُجلت حالات وفاة وإصابات، بين لصوص تعرضوا لصعقات كهربائية، أثناء قطعهم لأكبال الكهرباء.

يذكر أن حراس الآبار، موظفون مدنيون، بعقود موسمية، يتولون مهمة حراسة وتشغيل الآبار، مقابل راتب شهري زهيد، ولا يتم تزويدهم بأسلحة تخولهم الدفاع عن أنفسهم في حال تعرضوا لأي اعتداء. في معظم الأحيان، يتم تغريمهم بمبالغ كبيرة من الدولة، في حال تعرضت الآبار التي يحرسونها للسرقة، وفق ما قال أحد الموظفين للسويداء 24.

وقد سجلت عشرات الحوادث من خطف وقتل، بحق حراس الآبار، في محافظة السويداء، منذ عام 2011، بينهم أكثر من 6 عمال، خطفهم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، عام 2013، واقتادهم إلى درعا، إذ يلاقون مصيراً مجهولاً منذ ذلك التاريخ.