نتيجة تدهور القطّاعات الخدمية، في محافظة السويداء، شهدت بعض القرى والبلدات، احتجاجات محدودة، عند المراكز الخدمية، اليوم الخميس، بدأت من قرية الغارية جنوب شرقي السويداء، وامتدت إلى عدّة مناطق.
وبسبب التزام شركة الاتصالات، بوعودها لأهالي الغارية، بعد احتجاجهم الأسبوع الماضي، توجّه أكثر من خمسة وعشرون شاباً، من أبناء البلدة، إلى مركز البريد، وأجبروا الموظفين على الإغلاق والمغادرة، كما طلبوا منهم عدم الحضور الاسبوع القادم، إذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم، في تحسين خدمة الاتصالات.
بعد مركز البريد، انتقل المحتجون إلى بئر المياه المغذي للغارية، ورافقهم عنصر شرطة من مديرية الناحية، حيث طلبوا من موظفي البئر، منع الصهاريج من تعبئة المياه وبيعها، لضمان ضخ أكبر كمية ممكنة، إلى منازل أهالي الغاريّة.
وقال أحد شباب الغارية في اتصال مع السويداء 24: وجهنا رسالة الاسبوع الماضي، وحذرنا من تصعيد الاحتجاج إذا لم يتم تحسين الخدمات، وفي حال استمرت المماطلة، فإن لدينا خطوات كثيرة لتصعيد الاحتجاج بطرق سلمية وحضارية.
ويبدو أن احتجاج شباب الغارية، شجّع الغاضبين من تردي الواقع الخدمي، في العديد من قرى المحافظة. في بلدة عرمان جنوب شرقي السويداء، توجّه عدد من شباب البلدة، إلى مركز الهاتف، ووجهوا رسالة للموظفين، بأنهم سيغلقون المركز، في حال لم تتحسن خدمة الاتصالات، خلال الساعات القادمة.
وفي بلدة عتيل أيضاً، اغلقت مجموعة شبابية، من أهالي البلدة، محطة المياه، احتجاجاً على عدم توفير المياه بكميات كافية، وانقطاعها عن البلدة في الكثير من الأحيان. كذلك اجتمع عدد من أهالي قرية عراجي شرقي السويداء، عند محطة المياه. وقال أحد الأهالي في اتصال مع السويداء 24: لم نعد نحتمل هذا التقصير ونطالب المعنيين بإيجاد حلول في أقرب فرصة ممكنة.
تدهور الخدمات في محافظة السويداء، تفاقم منذ شهر شباط الماضي، بعد اتخاذ الحكومة السورية، سلسلة إجراءات تقشفية، تزامناً مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وانعكست الاجراءات الحكومية بتقنين المحروقات وزيادة ساعات التقنين، على مختلف القطّاعات الخدمية، التي بدأت تتلاشى، من الاتصالات، إلى المياه، والمواصلات.
ويبدو أن محافظة السويداء، مقبلة على موجة احتجاجات جديدة، خلال الفترة المقبلة، في وقت لا تقدم فيه الحكومة السورية، أي حلول، أو حتى وعود تطمينية للمواطنين، وتعلق كل تقصيرها على العقوبات الغربية، فهل تنجح احتجاجات الأهالي في تحسين الواقع الخدمي ؟