عتيل: الاحتجاج السلمي يحصل حقوق الأهالي

بعد يومين من الاحتجاج الأهلي، أمام محطة المياه، في بلدة عتيل، شمال مدينة السويداء، أرسلت مديرية المياه، آليات لإصلاح الآبار المغذيّة للبلدة، وسط أزمة مياه حادة تعيشها عموم المحافظة.

الاحتجاج الحضاري، لمجموعة من شباب عتيل، بدأ يوم الخميس الماضي، بدخولهم إلى محطة عتيل الرئيسية، التي تغذي بلدات عتيل ومفعلة وقنوات. ومنع المحتجون موظفي المحطة، من ضخ المياه، “ليس بغرض قطعها عن أهالي مفعلة وقنوات” كما قال أحد المحتجين، في اتصال مع السويداء 24، إنّما لإجبار مؤسسة المياه على تحسين واقع المياه عبر إصلاح الآبار المعطلة.

وأضاف المصدر، أن تسعة آبار مياه تغذي بلدة عتيل، والأهالي لا تصلهم المياه نتيجة جملة من المشاكل، منها الأعطال المتكررة. فيما رفعت بلدية عتيل، مطالب الأهالي المحتجين، لمحافظة السويداء، والتي تضمنت: إصلاح ثلاثة آبار، وإصلاح الريكارات المكشوفة التي تؤدي لحوادث مرورية، وزيادة عدد عمال الشبكة.

ويبدو أن اعتصام شباب البلدة، لمدة يومين أمام المحطة، دون أي انقطاع، كان له أثر إيجابي في نفوس جميع السكان، الذين يعانون من أزمة المياه، سيما وأن شباب عتيل، تعاملوا مع الموقف بأسلوب راقي وحضاري، حيث بثت شبكة الراصد المحلية، مقطع فيديو، لشباب البلدة المعتصمين، يعزفون الموسيقى ويغنون، للتعبير عن احتجاجهم.

وتعهدت الجهات المعنية، بالتجاوب لمطالب المحتجين في عتيل، خلال مدّة اسبوع، وأرسلت مؤسسة المياه بالفعل، آليات وورش الإصلاح، صباح اليوم السبت، لتبدأ عملية الصيانة في البئر الأول. بينما أكد شباب عتيل، أنهم سيعودون للاعتصام، في حال لم تفي المؤسسة بوعودها.

نجاح احتجاج عتيل، في إيصال صوت الأهالي المنهكين من الأزمات المتراكمة، دفع أهالي قنوات لاتخاذ خطوات مماثلة، حيث يعتزم الأهالي التجمع في ساحة بلدية قنوات، صباح الأحد، كونه “لم يعد الوضع محتملا بعد قطع الماء من بئر عتيل عن أهل البلدة بالإضافة للمآاة التي نعيشها بعدم توفر الماء من سد الروم وعدم أخذ الحصص كاملة”، وفق ما نقلت صفحة بلدة قنوات على فيس بوك.

ويتصاعد الاستياء الشعبي في محافظة السويداء، من تدهور الخدمات الرئيسية -مياه، كهرباء، اتصالات- خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء البارد، الذي من الواضح أنه سيكون من أقسى الفترات، على أهالي السويداء، وعموم السوريين، في ظل الأزمات المعيشية والخدمية المتراكمة، فحتى وسائل التدفئة معدومة، فهل يلجأ الأهالي مجدداً إلى الشارع للتعبير عن غضبهم ومطالبهم ؟