طلاب السويداء في دمشق: معاناة متفاقمة وتكاليف باهظة

لم تعد شماعة التعليم المجاني بالمسكّن الفعال الذي يجعل السوريين يحمدون الدولة صباحاً ومساءاً عليه، فقد بات للتعليم اليوم، تكاليف باهظة وعقبات كبيرة، تجعل من استكمال التعليم الجامعي خياراً صعباً بالنسبة للكثيرين.

رفع رسوم السكن الجامعي من ثلاثة آلاف ليرة سورية، حتى اثنان وعشرين ألف ليرة، كانت أولى مفاجئات العام الجديد. ليعقبها قرار من رئاسة جامعة دمشق بفرضها شرطاً على الطلبة للتسجيل في العام الدراسي الجديد وهو شراء ما لا يقل عن ثلاثة كتب جامعية من المكاتب الرسمية الخاصة بكل كلية والحجة كانت تشجيع الطلبة على اقتناء الكتب.

وأشار أحد الطلاب في حديث مع السويداء 24، إلى أن مكاتب الكليات خاصة الطبية منها، تحتوي على كتب ذات معلومات قديمة، ومنها ما أصبح مغلوطاً مع تقدم عجلة العلم العالمية. معتبراً القرار فقط لتحقيق أرباح على حساب الطلّاب، إذ يبدو أن وزارة التعليم ترغب في بيع الكتب المكدسة، ولو كان على حساب الطلّاب.

يتكبد أهالي الطلّاب، تكاليف كبيرة لتأمين عملية وصول أبنائهم إلى جامعاتهم، تبدأ بالمواصلات من وإلى دمشق وكذلك تكاليف الوصول إلى المدينة الجامعية بعد النزول أقصى الغرب من اوتوستراد المزة. إذ يضطر الطلاب أحياناً لأخذ تاكسي للوصول.

ويؤكد طالب في كلية الهندسة، حجم التكاليف الكبيرة للإقامة في دمشق، ويتبعها أثمان المحاضرات الورقية التي استغنى عنها قسم كبير من طلاب الجامعات ولجؤوا إلى الدراسة من الكتب الإلكترونية عبر الأجهزة المحمولة، “دون أن ننسى الكليات التي تتطلب مدفوعات إضافية بأسعار خيالية لشراء مواد تعليمية أضحت همّاً كبيراً لدى طلاب الكليات الهندسية وطب الأسنان وغيرهم”.

وبعد أخذ كل ما سبق بالحسبان، نجد أن الطالب المقيم ضمن السكن الجامعي بدمشق يحتاج شهرياً ما لا يقل عن 150 ألف ليرة كحد أدنى، أي ما يعادل أو يزيد عن راتب الموظف، علماً بأن هذا المبلغ بالكاد يؤمن للطالب الحدود الدنيا للمعيشة، أما القاطنون خارج السكن الجامعي، يحتاجون على الأقل إلى 500 ألف ليرة شهرياً.

والواقع داخل السكن الجامعي ليس بالجديد، إلا أن واقع النظافة في سكن المزة. كان منذ بداية هذا العام مزرياً بعد أن أصبحت المدن الجامعية هيئات مستقلة إدارياً إذ أن عمال النظافة لم يعودوا كما قبل يمارسون أعمال التنظيف، مدعين بأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور، أو كما في بعض الوحدات السكنية يطلبون آتاوة من كل غرفة مقابل تنظيفهم للممرات وإزالتهم للقمامة من الطوابق …