السويداء: موقف عزاء لشاب قُتل في “مجزرة الحدّ”

بعد فقدانه على الحدود السورية الأردنية، مطلع العام الحالي، في يوم 27 كانون الثاني تحديداً، الذي بات يسميه أبناء العشائر، “مجزرة الحدّ”، أقيم موقف عزاء للشاب ي.ص، الأحد الماضي، في مسقط رأسه بريف السويداء.

ي.ص، المنحدر من إحدى قرى العشائر في ريف السويداء الغربي، فقدته عائلته منذ حوالي 9 أشهر، في نفس اليوم الذي وجّه فيه الأردن ضربة عنيفة على حدوده الشمالية، لجماعات تهريب المخدرات، مما أسفر عن مقتل العشرات حينها -27 قتيل بحسب الإعلان الأردني- جميعهم من أبناء عشائر الجنوب السوري، الذين جندتهم شبكات إجرامية لتهريب المخدرات.

والد القتيل، توجّه إلى المملكة الأردنية، للاستفسار عن مصير ابنه، في الاسبوع الماضي، إذ عرضت عليه السلطات صوراً لجثامين قتلى ذلك اليوم، فأعلن عن موقف عزاء لابنه، بعدما شاهد صورة جثته بين صور القتلى.

تشير مصادر السويداء 24، إلى أن غالبية قتلى ذلك اليوم، سحبت القوات الأردنية جثثهم إلى مشافي مختلفة داخل أراضي المملكة، وبعد انقضاء شهرين، دون قدوم ذويهم لاستلام الجثث، دفنتهم السلطات الأردنية. الكثير من العائلات التي فقدت ابناءها، كانت تخشى حتى الإعلان عن ذلك، أو التوجه إلى الأردن للاستفسار عنهم، خوفاً من تحقيق هنا أو توقيف هناك.

بعض الناجين في ذلك اليوم، أخبروا عمن تحققوا من مقتلهم، وأقامت عائلاتهم بالفعل مواقف عزاء ضيقة لهم. أما من تبقى من مفقودين، كان ذووهم يأملون أن يكونوا موقوفين لدى السلطات الأردنية، ولكن يبدو أن جميع المفقودين في عداد قتلى ذلك اليوم، الذي طبق الأردن فيه قواعد اشتباك جديدة، بعد تزايد عمليات التهريب بشكل غير مسبوق.

ووثقت السويداء 24 منذ مطلع العام الحالي، اسماء 25 قتيلاً، على الحدود السورية الأردنية، من جماعات التهريب، ومن المؤكد أن عدد القتلى الفعلي تجاوز 40 قتيلاً، في حصيلة هي الأعلى على الإطلاق، خلال عام واحد. فضلاً عن القاء السلطات الأردنية القبض على عدّة مهربين، وصلت أحكام البعض منهم إلى السجن المؤبد.


وتتولى شخصيات محددة في الجنوب السوري، عمليات تجنيد المهربين، والالقاء بهم إلى التهلكة. وتعمل تلك الشخصيات بغطاء أمني مفضوح، في وقت باتت فيه الأراضي السورية من أخطر مصادر تصنيع وتهريب المخدرات في العالم.