عادت قضية قتلى ليلة 27 كانون الثاني، على الحدود السورية الأردنية، إلى الواجهة، رغم مرور 9 أشهر، وذلك بعد إقامة مواقف عزاء، خلال الاسبوع الحالي، لثلاثة أشخاص من عشائر السويداء، قتلوا تلك الليلة.
وأعلنت عشيرة الجوابرة في محافظة السويداء، مقتل الأخوين بشار ومالك علي الطرودي، من أبناء ريف السويداء الغربي، وأقامت موقف عزاء لهما، اليوم الخميس، في بلدة ولغا، بعد أيام من إعلان العشيرة نفسها، مقتل ابنها يزن الصبرا. وفي النعوتين، قالت العشيرة إن السبب “حادث أليم”.
وكشفت السويداء 24 قبل يومين، عن إقامة موقف عزاء لأحد قتلى جماعات التهريب، بعدما فقدته عائلته منذ يوم 27 كانون الأول، حيث تحقق والده من مقتله عندما توجع الاسبوع الماضي إلى المملكة الأردنية، وشاهد صورة جثته لدى السلطات الأردنية.
وأكد مصدر خاص للسويداء 24، أن والد القتيل الأول، تعرف ايضاً على صور للأخوين بشار ومالك الطرودي، وأبلغ ذويهما، لتقام مواقف عزاء القتلى الثلاثة، في أوقات متفرقة، مع تحفظ شديد على ذكر أي تفاصيل من عائلاتهم، وعدم وجود أي رغبة لديهم بالتحدث لوسائل الإعلام.
ليلة 27 كانون الثاني، أعلن فيها الأردن إحباط عملية تهريب مخدرات على حدوده الشمالية، وقال إن قوات حرس الحدود قتلت 27 مهرباً، حاولوا التسلل ونقل المخدرات من الأراضي السورية. وكان الرد الأردني العنيف وغير المسبوق، على إثر تزايد أنشطة جماعات التهريب، وتعاملها بعدائية أكثر، حيث تسببت تلك الجماعات بخسائر بشرية، في صفوف حرس الحدود الأردني.
ومن المعروف أن الحدود السورية الأردنية، كانت تشهد عمليات تهريب منذ سنين طويلة، حالها حال أي حدود مشتركة بين بلدين، لكن عمليات تهريب المخدرات على وجه الخصوص، تطورت بشكل ملفت، منذ عام 2018، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة من الجانب الأردني، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير دولية، تورط جهات نافذة في سوريا ولبنان، لا سيما حزب الله والفرقة الرابعة، في عمليات تصنيع المخدرات، وتهريبها.
وبينما تحقق تلك الأطراف أرباحاً ضخمة من تصنيع وتهريب المخدرات، فإنها تستغل في نفس الوقت الشباب الفقراء من أبناء العشائر في الجنوب السوري، وتزجّ بهم إلى مصير محتوم على الحدود السورية الأردنية، التي باتت تسمى بين العشائر “درب الهلاك”: إما الموت، أو قضاء بقية حياتهم وراء القضبان في السجون.