السويداء: 185 ألف فقط لصورة طبقي محوري

مع تعطّل الأجهزة الطبية في المستشفيات الحكومية بالسويداء، يتكبد المرضى تكاليف باهظة جداً، في المراكز الخاصة، تفوق قدراتهم المادية، لتصل تكلفة صورة الطبقي المحوري إلى 185 ألف ليرة سورية.

م.س، من أهالي مدينة شهبا، قدّم الاسبوع الماضي شكوى لمديرية صحة السويداء، بحقّ أحد المراكز الصحية الخاصة، بسبب دفعه حوالي 100 ألف ليرة سورية، فوق التكلفة المحددة ب 85 الف ليرة، لتصوير الطبقي المحوري. وفي مستهل حديثه للسويداء 24 قال إنّ ابنته التي تبلغ من العمر سنتين، سقط عليها تلفاز، فأسعفها إلى مستشفى السويداء، وأدخلت قسم العناية المشددة لخطورة وضعها.

الأطباء طلبوا صورة طبقي محوري لها، وبسبب تعطّل الجهاز في مستشفى السويداء، اضطر والد الطفلة لتصويرها بمركز الأمل، في وقت متأخر من منتصف الليل، بعد اقناع القائم على المركز بضرورة فتحه لخطورة وضع المصابة.ويضيف المصدر أن تكلفة الصورة 85 ألف ليرة، لكنهم اخذوا منه 185 ألف ليرة، وعندما اشتكى لإدارة المركز أخبروه أنّ من فتح المركز دفع أجور سيارة 30 ألف، وأنّ المولدة استهلكت 10ليتر مازوت أثناء التصوير بتكلفة 70 ألف.

وفي حادثة مشابهة، انصدم مريض بقيمة فاتورة المركز الخاص، بعدما قام بعملية تنظير قيل له قبل العملية ئنّ تكلفتها 80 ألف ليرة، إلا أنه تفاجأ بالمبلغ 350 ألف ليرة كون العملية تنظير سفلي علوي، بزيادة عن التعرفة 200 ألف تقريباً.

من جهتها، برّرت إدارة المركز الزيادات الحاصلة على الفواتير، عادة تكون خارج الدوام الرسمي، الذي ينتهي الساعة الثالثة ظهراً، مشيرة إلى أن المركز خاص وليس حكومياً، وعند الحوادث الاسعافية تتم إضافة أجور الفنيين ووقود المولدة إلى الفاتورة. وتقول إدارة المركز، إنه غير ربحي وكل الدخل المادي يتم صرفه على تطوير المركز وبقائه يعمل بشكل جيد ودون أعطال.

وعلى الرغم من غلاء أسعار المراكز الصحية على المواطنين بشكل عام، وعلى أصحاب الدخل المحدود بشكل خاص، إلا أن أعطال الأجهزة في المشافي الحكومية معظم الأوقات، وضرورة استخدام الأجهزة بالنسبة للمريض تدفع المرضى لدخول المراكز ودفع الفواتير الباهضة( والله المية ألف يلي دفعتا زيادة ثمن الصورة كنت شايلتا لثمن المازوت).

ومع تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا، يبدو منطقياً ارتفاع الأجور في المراكز الطبية الخاصة، لكن غير المنطقي، التقصير الحكومي الحاد الذي يتفاقم يوما بعد يوم، وينذر بوضع كارثي على السوريين، في مرحلة بات واضحاً فيها انتهاء الدور الرعائي للدولة.