عمّمت إدارة الأمن الجنائي في سوريا، برقية بحث بأسماء 58 شخصاً، بين موظفين ومعقبي معاملات ومواطنين، في قضية مديرية نقل السويداء، و”عند العثور على أحدهم توقيفه وسوقه الينا موجوداً” لضرورة التحقيق، في موضوع ضبط فرع مكافحة التزوير والتزييف.
واطلعت السويداء 24 على البرقية والأسماء المعممة، وكشفت قبل يومين، تحقيقاً عن ملف مديرية نقل السويداء، بعد توقيف فرع الأمن الجنائي لموظفين في المديرية، يوم الأربعاء، لاستكمال التحقيقات التي بدأت في شهر آب/أغسطس الماضي، بتوقيف مدير النقل وعدد من الموظفين، في قضايا تزوير وفساد على مستوى كبير.
مصادرنا تشير إلى أن بعض المطلوبين في القضية، يسعون لمغادرة البلاد، بطريقة غير شرعية، من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة، وليس غريباً أن ينجح البعض منهم في مغادرة البلاد، فالفساد لا يتوقف عند المؤسسات الخدمية، حتى المؤسسات الأمنية غارقة فيه، كما توجد مخاوف من غض النظر عن بعض الموظفين بسبب محسوبيات عائلية واجتماعية.
ومن المهم الإشارة إلى أن الكثير من معقبي المعاملات، في مديرية النقل، كان لهم دور بارز في ملف الفساد، ويشكلون اليوم تهديداً على من تبقى من موظفين، وفق ما يؤكد أحدهم في اتصال مع السويداء 24، قائلاً: بعض معقبي المعاملات يعددون بطرق مباشرة وغير مباشرة الموظف الذي لا يتجاوب معهم، مضيفاً أنه من الضروري تأمين الحماية للنقل وتحريز الموجدات.
ويؤكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مسؤولين في وزارة النقل يعطلون الوصول إلى الوثائق وكف أيادي المتورطين، مثل مدير الطرق محمود،أ، ومسؤول شبكة المعلوماتية في الوزارة، المهندس عبدالله.د، المشرف على البرنامج الذي تعمل عليه وزارة النقل.
ويبدو واضحاً مع هذه المعطيات، أن ملف الفساد لا يتوقف عند مديرية نقل السويداء بل يتعداه إلى وزارة النقل. ومن المؤكد أن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ليس وليد اليوم، ولا يتوقف عند مديرية النقل، لكن الكم الهائل من ملفات الفساد التي تكشفت في تلك المديرية، تشير إلى حجم الخلل الكبير في المؤسسات الحكومية.
ويبدو مفهوماً في بلد مزقته الحرب، وبات من أسوء البلدان في العالم اقتصادياً، أن ينتشر الفساد في كل اتجاه، فالموظف الذي لا يتجاوز راتبه 20 دولار شهرياً، لن تنقذه من الجوع، “مكارم الرئيس” التي تصدر كل بضعة أشهر، بمبلغ مقطوع يساوي راتبه. ومع ذلك، لا يمكن بأي شكل تبرير هذا النوع من الفساد، الذي يعمق مشاكل الناس، فكم من شخص خسر سيارته، التي أمضى سنوات من عمره يجمع ثمنها، بسبب الفساد.