هي مو حياة والله”.. “اختنقنا”.. “انعمينا”.. “طفح الكيل”.. عبارات ورسائل يومية، تصل إلى بريد السويداء 24، من أهالي المحافظة، يشكون فيها التراجع الحاد ساعات تغذية التيّار الكهربائي.
برنامج تقنين قاسٍ جداً، ولم يسبق له مثيل، عشرون ساعة قطع يومياً، مقابل أربع ساعات وصل، تنقطع فيها الكهرباء عشرات المرات، وبالتالي لا تصل التغذية الفعلية إلى ساعة واحدة في اليوم. هذه الساعة لا تكفي حتى لشحن الجوالات، التي باتت مثل ألعاب الأطفال، فمع التقنين الحاد، تنقطع شبكة اتصالات.
طوارئ شركة الكهرباء لا تجيب على اتصالات الأهالي، حاول مراسل السويداء 24 أيضاً الاتصال عشرات المرات، فكان الخط مشغولاً. يبدو أن شركة الكهرباء ليس لديها إجابات بالفعل، فالمشكلة الحقيقية في الكمية المخصصة للمحافظة من المركز، التي يبدو أنها في أسوأ حالاتها.
وتنعكس مشكلة الكهرباء، على كافة القطاعات، وتحديداً خدمة المياه، إذ تتفاقم أزمة المياه، كلّما تراجعت ساعات وصل التيار. ومع هذا الحال، لا كهرباء، ولا محروقات، ولا مياه، ولا مواصلات، أزمات متراكمة باتت تشل البلد، وتزيد احتقان الناس، فقد باتت مظاهر غضب الشارع واضحة، من رسالة شاب وقف ببندقيته أمام المحافظة اليوم، وأطلق النار بالهواء، شاتماً السماء، والبلد، والأسد، والمؤسسات.
ولا يبدو أن لدى الحكومة السورية أي حلول لهذه الأزمات، فمعاون وزير الكهرباء طلب من المواطنين في أخر تصريح، استخدام الكهرباء بشكل “عقلاني” وعدم استعمال كل الأجهزة بالمنزل بذات الوقت، مشيراً إلى أن الحمولات على الشبكة الكهربائية أصبحت هائلة بشكل كبير وتحدث أعطالاً كبيرة.
لكن أين الكهرباء يا معاون الوزير حتى نستخدمها بشكل عقلاني ؟ ولماذا لا تصرحون عن المشكلة الحقيقية في أنكم حكومة عاجزة عن توفير أدنى الخدمات للسكان ؟ وإلى متى سيبقى ظلمكم وفسادكم جاثماً فوق صدورنا ؟