الرئاسة الروحية: أين هم ابناؤنا المغيبون قسرا ؟

توجّهت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين في سوريا، ببيان مطول يحمل جملة مطالب منها إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسراً، وكف أيادي الفاسدين، مشددة على المطالبة بحقوق المواطنين، وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وجاء في بيان الرئاسة الروحية الممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري: “إلى أبنائنا الأكارم وشبابنا الأعزاء نتواصل معكم في خاتمة عام صعب ، واستقبال عام جديد نستبشر فيه الفرج ، عسى ان يكون فيه بشائر خير وسلام وامان ، وعودة للأرزاق الى اهلها ، مع كل الاحترام لما كابدتم وتكابدون من صبر وتصبّر بعد سنين لأجل وطنكم وأهلكم اخوتنا وابناءنا في كل المواقع وكل اصقاع العالم”

وأضافت الرئاسة الروحية: “نترحم بداية على كل عربي سوري قضى شهيدا على ارض الوطن، مهما كان انتماؤه او شريحته او موقعه ، ممن كانوا يحملون صدق انتماءٍ دون توجيه ، ودون تبعية لاحد ، ممن قضوا بصدق وقوفهم ، ليرفعوا الحيف عن اهلهم ، وليذودوا عن حياض العزة والكرامة والعيش الكريم ، الرحمة لكل من يستحق لقب الشهيد ممن قضوا في بلاد الغربة مكافحين وساعين الى لقمة العيش ، هربا من جوع وحاجة وفساد”.

وأكملت “اخوتنا … نخاطبكم ان الله مع الصابرين المؤمنين المخلصين ، قلنا ونعيد … مهما حاول الفاسدون المفسدون في وطننا تبرير فسادهم ، او ترحيل المسؤوليات الى غيرهم ، او نقل الاخطاء الى غير مواقعها ، ومهما حاولوا اذلال شعب حر واجه أعتى قوى الشر ، ولن يكل في طلب حقه ، ومهما ابتكروا من اساليب لقمع الاصوات ، وردع كلام الحق ، ووأد المطالب تحت نيران فاسديهم ، وبث العابثين منهم بين صفوف الناس ، فلن تغيب شمس الحقيقة ، ولن تختبئ الحاجات من سعي أهلها إليها ، ولابد ان تسقط غاياتهم ، في براثن أحقادهم”.

وأشارت إلى أن الاحداث الاخيرة “فسرت وكشفت للسوريين أجمع ، ما يتم خلف الكواليس عند محاولات قمع الصادقين الوطنيين بتحريف مسراهم ، وتكذيب طلباتهم وتغيير توجهاتهم عبر بث الشر بينهم ويتم تلفيق تهمة التخريب اليهم . فنحن ندين كل مظهر من مظاهر العنف والتخريب والتدمير لمقدرات البلد والمنشآت الوطنية ولأموال الشعب ، لذلك فنحن مصرون على كشف حقيقة الفاعلين والموجهين لهذا التخريب ، وتعريتهم ومعاقبتهم أصولا”.

وأكدت الرئاسة الروحية “على كل ما ذكرناه في بياناتنا السابقة ، حيث طالبنا دوما باجتثاث كل مظاهر التخريب والتدمير ، وردع الخارجين عن الأخلاق والعادات والمسالك الصحيحة ، فكان ما كان من تلبية الشرفاء لنداءات الاهل ، حين هبوا وطردوا هؤلاء الخارجين ، وقاموا بالقضاء عليهم وفضح من مولهم ودربهم وحماهم ووجههم” كما شددت على بقاءها “مع الشرفاء مثابرين لتحقيق هذه الغاية في كل مكان من جبلنا الحصين الى ان يتم القضاء على كل مظاهر الفلتان الأخلاقي بكل أشكاله”.

وتساءلت “وبنفس الوقت ، نسأل ونتساءل مع الجهات المختصة ، أين هم ابناؤنا المغيبون قسرا ، الموقوفون في جهات ما ، أما آن لهم ان يحالوا الى القضاء ان كان عليهم شيء ؟. ما اسباب توقيفهم ، ماهي ذنوبهم ؟ وان كانوا أبرياء فمن يحمل ذنب اعتقالهم ؟. وان كانوا مدانين فلتتم المواجهة على معرفة الجميع ، ومن عهدنا التسامح بالبسيط من ذنوب وليأخذ كل انسان جزاءه العادل نريد الجواب الشافي إحقاقا للحق وتهدئة النفوس”.

كما أضافت “الأهل الكرام .. مرت سنة دموية صعبة على اهلنا ، رغم الحاجة ورغم العوز ، رغم تكاثر الضرائب والغلاء الفاحش ، ورغم الحصار المبهم ، نأسف على الدماء التي سالت ، ونثني بالترحم على الشرفاء . ولا ننسى دور ابنائنا الميسورين في الغربة ، المثابرين كما عهدناهم دوما ، البنائين لبيوتهم وبيوت اهلهم ، والساترين للكثير من التقصير الواقع تجاه اهلهم”.

وتوجهت الرئاسة الروحية إلى كل السوريين بالقول: “دائما وفي كل عام ، يبقى لنا قول بصدق انتمائنا الوطني الاصيل ، وصدق المشاعر بين الشرفاء من اهلنا من كل محافظات الوطن ، من الشمال الى الجنوب ، من الشرق للغرب ، فكما جرحوا وواسينا جراحهم يوما ، كانوا لنا الاخوة المتألمين لأوجاعنا ، والساعين لمداواة جراحنا ، هكذا تربينا معا ، تحت سقف الوطن والعدالة الالهية ، فلم نعرف في حياتنا تفرقة دينية او اجتماعية او بيئية ، بل كنا نتخاطب بها للتعارف لا للتفرقة ، ولم نعرف تمايز الاديان والطوائف الا بطقوس العبادة تحت نفس السقف ، وفي ظلال الكتب وفق وصايا الخالق وسنن الانبياء”. وخصّت الرئاسة الروحية التوجه “بمعان ٍ من الخير والسلام لأهلنا وجيراننا من شرفاء سهل حوران”.

لتختم برسالة إلى “أبناءنا الأفاضل .. في نهاية قولنا المقتضب ، وباسمنا في الرئاسة الروحية وباسم أهلنا من أبناء التوحيد ، نتوجه بصدق المشاعر بمعايدة أهلنا وإخواننا ابناء الديانة المسيحية السمحاء بكل طوائفها ، بأعياد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية ، كما نتوجه بالمعايدة لكل الشرفاء في الوطن ، والعالم ، وكل عام والجميع بألف خير .. وختاماً نسأله تعالى أن يثيبكم عنا”.