منذ حوالي اربعين يوماً، تعطّل بئر المياه الوحيد المغذي لقرية الدارة في ريف السويداء الغربي، مما حرم مئات العائلات من مياه الشرب، في ظل تدهور القطاع الخدمي بعموم المحافظة.
البئر الذي خرج عن الخدمة بعد شهور قليلة من إصلاحه، حاله حال عشرات الآبار في محافظة السويداء، لم ترسل مؤسسة المياه إلى غاية اليوم ورشها لإصلاحه، وسط محاولات لابتزاز الأهالي من قبل بعض عمال المؤسسة، الذين طلبوا مبالغ مالية مقابل الإسراع بإرسال ورش الإصلاح.
ومع ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات، وشحها، بات سعر صهريج المياه الذي لا يكفي المنزل أكثر من عشرة أيام، يتراوح بين 50-65 ألف ليرة سورية. وهذه معاناة غالبية ابناء محافظة السويداء اليوم، ولبس سكان قرية الدارة فحسب، فالعديد من قرى صلخد أيضاً جنوب السويداء تعاني نفس المشكلة.
ومع تعطل الآبار، تحتاج العائلة الواحدة حوالي 200 ألف ليرة سورية شهرياً، اذا اشترت 4 صهاريج مياه. وهو مبلغ يزيد عن راتب الموظف الحكومي. وقال أحد سكان قرية الدارة في اتصال مع السويداء 24: “لم نعد قادرين على تحمل نفقات شراء المياه، نتمنى من المعنيين حل المشكلة في اسرع وقت”.
ولا تزال مشاكل تعطل الآبار مستمرة لنفس الأسباب: ضعف تغذية الكهرباء إلى الحدود الدنيا، وعدم توفر المحروقات لتشغيل مولدات الكهرباء. ولا تقدم الحكومى التي انتهى دورها الرعائي أي حلول لهذه المشاكل، إذ تترك السكان يعانون شهوراً طويلة من نقص المياه، قبل أن يتم إصلاح البئر، الذي يعود ويتعطل بعد فترة قصيرة.
ويلجأ المجتمع المحلي إلى اتخاذ حلول على نفقته الخاصة، وبمساعدة منظمات دولية أحيانا، كتجهيز الآبار بألواح الطاقة الشمسية، كما حصل في بلدة مجادل، أو شراء خط كهرباء “ذهبي” بتكلفة عالية، لتغذية الآبار، وسط تخلٍ واضح من الدولة عن دورها.