السويداء: خط الفقر بين سهرة بمليوني ليرة وأخرى بمئة الف

مع نهاية العام، وتحضيراً لسهرة رأس السنة، يتزايد الانفاق في هذا اليوم، من العائلات الراغبة بالاحتفال. احتفال تجري العادة أن يكون بموائد مزينة باللحوم والأسماك وغيرها.

وفي ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وارتفاع الاسعار الحاد مع انخفاض مستوى الدخل، باتت اللحوم والأسماك صعبة المنال ليس في هذا اليوم فحسب، بل في كل أيام السنة. يقول عادل،ا للسويداء 24  وهو الأخ الأكبر لخمسة أفراد من ريف السويداء إنه عمل على جمع  تكاليف السهرة منذ أشهر، والتي قاربت أن تصل نصف مليون ليرة سورية.

لافتاً إلى أنّه اشترى 4 كيلو من اللحم الأحمر للشوي، بسعر 180 ألف ليرة، إذ يتراوح سعر الكيلو بين 45 ألف وال 50 ألف ليرة سورية، كما اشترى 5 كيلو سمك ذات النوعية الأقل جودة  بكلفة 170 ألف ليرة، وتراوح سعر الكيلو بين 25 ألف و50 ألف ليرة حسب نوعية السمك.

ويكمل عادل حديثه بأن تكاليف السهرة ستتجاوز 500 ألف ليرة مع شراء الخضروات وغيرها من المقبلات والمشروبات. مضيفاً “عندك حل من اثنين يا بتسهر مثل العالم وبتنكسر بشغل أربع شهور، أو بتكسر بخاطر اهلك وما بتسهر”

ويبلغ متوسط راتب الموظف السوري 150 ألف ليرة سورية، في حين تشير دراسات متنوعة وتحاليل اقتصادية، إلى أنّ متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية، تصل لنحو 3.5 مليون ليرة.

ويعود الفضل الأكبر في تحمل تكاليف سهرة رأس السنة في المحافظة، إلى المغتربين الذين يرسلون الأموال بشكلٍ دوري إلى عائلاتهم وأقاربهم في السويداء، إضافة إلى دعم الجمعيات الأهلية المهتمة بالمحتاجين.

وفي الجهة المقابلة تقبع العديد من عائلات السويداء، تحت خط الفقر حيث لا تقوى على تأمين قوت يوميها، فما بالك بتأمين نصف مليون كحد أدنى لقضاء سهرة رأس السنة. أحد أهالي المدينة قال للسويداء 24، إن سهرة هذه السنة اقتصرت على الجوانح المشوية لأسرته المؤلفة من أربعة افراد، ورغم ذلك دفع أكثر من 150 ألف ليرة لإقامة سهرة متواضعة.

ويبدو التناقض مفهوماً بين طريق قنوات الذي يعج بالحفلات التي قد تتجاوز تكلفتها مليوني ليرة سورية لعائلة من أربع أفراد، وبين تلك العائلة التي دفعت حوالي 150 ألف سورية وربما استدانت نصف المبلغ. فالتفاوت الطبقي لا يخفي نفسه، بين فئة الاثرياء التي لا قد لا تتجاوز 5% من نسبة السكان، مقارنة بما يزيد عن 90% من الفقراء، في وقت تتلاشى فيه الطبقة المتوسطة، ليبدو الخط واضحاً ويتجلى بين طبقتي الفقراء والأثرياء، في حفلة رأس السنة.