حصيلة عام من العنف: 157 قتيلاً في السويداء

رصدت السويداء 24، مقتل 157 شخصاً، وإصابة 102 آخرين، جراء حوادث عنف متفرقة، شهدتها محافظة السويداء، في عام 2022 المنصرم.


وحدد فريق الرصد في السويداء 24، حصيلة الضحايا، ضمن تصنيفات مختلفة، على رأسها القتلى من المدنيين، غير المسلحين، وبلغ عددهم 95 قتيلاً، بمعدل يزيد عن نسبة 60%، من عدد القتلى الكلي. وبقية القتلى البالغ عددهم 62 قتيلاً، هم من الفئات المسلحة، المنخرطة في أعمال العنف: فصائل مدعومة أمنياً، فصائل محلية، أجهزة الأمن والجيش، تنظيم داعش الإرهابي، جماعات تهريب المخدرات.


وركّز فريق الرصد في الشبكة، على تحديد الجهات المسؤولة عن ارتكاب العنف ضد المدنيين، والظروف التي أدت إلى مقتلهم. والضحايا من المدنيين، غالبيتهم من الذكور البالغين: 83 قتيلاً، بنسبة 87%، و6 أطفال دون سن 15 عاماً بنسبة 6.5%، إضافة إلى 6 إناث بنسبة 6.5% أيضاً.


الجهات المسؤولة عن قتل المدنيين


بالنسبة للأطراف المسلحة المسؤولة عن ارتكاب العنف ضد المدنيين، كانت الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري، مسؤولة عن قتل 2 من المدنيين، أحدهما في مظاهرة احتجاجية.

والفصائل المدعومة من النظام، تتحمل مسؤولية قتل 5 مدنيين. إضافة إلى مقتل مدني واحد، تحت التعذيب، في سجون الفيلق الخامس المدعوم من روسيا. ومدني آخر قُتل برصاص الفصائل المحلية المناهضة للنظام.


كما سجّل فريق الرصد مقتل 35 مدنياً، وسط ظروف غامضة ومختلفة، لم نتمكن من تحديد الأطراف المسؤولة عن قتلهم. كذلك وثّق الفريق مقتل 21 مدنياً في جرائم جنائية. والتصنيف الأخير يشمل المدنيين الذين قُتلوا في حوادث سرقة، أو خلافات شخصية، أو قضايا الثأر، وغيرها من الجرائم التي ارتُكبت بدوافع مادية.


وثّقت السويداء 24 أيضاً، مقتل 4 مدنيين، بينهم طفلين، جراء انفجار مخلفات الحرب والألغام، وتركّزت هذه الحوادث في بادية السويداء. كما سجّلت مقتل 2 من المدنيين، برصاص عشوائي، إضافة إلى مقتل مدني واحد، إثر خطأ في استخدام السلاح. وكان الرقم الملفت إقدام 20 مدنياً على الانتحار، في العام الماضي، معظمهم من الذكور اليافعين. في حين قُتل 3 مدنيين، بينهم امرأتين، في جرائم عنف أسري.


الجهات المسلحة.. أطراف الصراع


بالنسبة لقتلى الأطراف المسلحة، البالغ عددهم 62 قتيلاً، فقد وثقت السويداء 24، مقتل 3 عناصر من الجيش والأجهزة الأمنية، في ثلاث حوادث مختلفة. وهؤلاء الثلاثة، قُتلوا جرّاء حوادث عنف داخل محافظة السويداء، إذ لا يشمل التوثيق المجندين من أبناء السويداء، الذين قُتلوا خارج المحافظة.
كذلك وثق فريق الرصد، مقتل 18 عنصراً من الفصائل الأمنية المدعومة من النظام السوري، وتحديداً شعبة المخابرات العسكرية، بعد اشتباكات مع فصائل محلية بعضها مناوئة للنظام السوري، على خلفية انتهاكات واسعة ارتكبتها الفصائل الأمنية.


وخلال تلك الاشتباكات، قُتل 11 مسلحاً من الفصائل الأمنية، في حين أقدمت فصائل محلية مناوئة للنظام، على تصفية 7 أسرى من المجموعات الأمنية، على دفعتين، دون أي إجراءات محاكمة. منهم 6 قتلوا عند دوار المشنقة رمياً بالرصاص، في عملية إعدام جماعي. بينما وثقت السويداء 24، مقتل 7 عناصر من الفصائل المحلية، معظمهم سقطوا في الاشتباكات ضد الفصائل الأمنية.


ويضاف إلى حصيلة قتلى الأطراف المسلحة، مقتل 2 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في بادية السويداء. في حين كان العدد الأكبر للقتلى المسلحين، من نصيب مهربي المخدرات، فقد شهدت الحدود السورية الأردنية جنوبي السويداء، تطورات وعنفاً غير مسبوق، بعد تغيير الأردن قواعد الاشتباك مطلع 2022، وتعامل الجيش الأردني بصرامة مع محاولات التسلل القادمة من سوريا، حيث باتت المنطقة تشهد أجواء حرب حقيقية.


استطاع فريق الرصد توثيق أسماء 32 قتيلاً، من مهربي المخدرات المنحدرين من عشائر محافظة السويداء، وكان بينهم طفل واحد دون سن 15 عاماً. مع الإشارة إلى أن التوثيق لا يشمل قتلى المهربين من خارج السويداء، إذ يفوق عدد القتلى الرقم الذي تمكّنا من توثيقه. وقد تسببت الاشتباكات على الحدود السورية الأردنية، بتضرر عشرات المنازل للمدنيين في القرى الحدودية: خربة عواد، المغير، العانات.


من المهم الإشارة إلى أن فريق الرصد في السويداء 24 يعمل على توثيق جميع أعمال العنف، في محافظة السويداء، بالاعتماد على شبكة من المراسلين، ومصادر متنوعة، منها الطبية والرسمية أحياناً، إضافة إلى المصادر المفتوحة. وتنشر الشبكة تقارير شهرية، ترصد فيها العنف، وأعداد القتلى، وبياناتهم، مع تفاصيل وظروف مقتلهم. وكل الأرقام الواردة ضمن هذا التقرير السنوي، موثقة ببيانات التقارير الشهرية، وهي متاحة للعامة.


يذكر أن السويداء 24 وثقت في عام 2021، مقتل 134 شخصاً، كان معظمهم من المدنيين، 117 قتيلاً، كما وثقت في عام 2020، مقتل 137 شخصاً، من بينهم 85 مدنياً. والملفت دائماً في الأرقام السنوية، أن المدنيين هم الفئة الأكثر تضرراً من أعمال العنف، التي تعيشها محافظة السويداء.