أهالي المعتقلين: حزب اللواء غرّر بأبنائنا مستغلاً ظروفهم القاهرة

انقضت أكثر من ستة شهور على اعتقال الأجهزة الامنية لثمانية شباب من أبناء محافظة السويداء، أثناء الهجوم على قرية خازمة العام الماضي. ولا يزال مصير هؤلاء الشباب غامضاً، إلى غاية اليوم، ولم يحصلوا حتى على حقهم في المثول أمام القضاء، ولم تشملهم التسوية الأخيرة.

وبعد لجوء أهالي المعتقلين إلى مرجعيات دينية واجتماعية في السويداء، وعدم تجاوب السلطات مع مطالبهم في كشف مصيرهم، أعلنت عائلات الشباب الثمانية في بيان مشترك، أن المسؤول عن حزب اللواء السوري، غرّر بابنائهم مقابل مبلغ من المال، واستغل ظروفهم المعيشية القاسية، مؤكدين عدم ارتباطهم معه بأي صلة منذ الحادثة.

وقال شقيق أحد المعتقلين، من آل زين الدين، في اتصال مع السويداء 24، إنهم تعهدوا عند الإفراج عن ابنائهم، بعدم عودتهم إلى الحزب نهائياً، لا سيما أنه تخلّى عنهم وتركهم لمصيرهم في المعتقلات. وطلب تعميم البيان الذي اجتمعت عليه عائلات المعتقلين: شادي صالح زين الدين، رائد فواز الحمد، كنان صقر أبو صعب، عاصم مشعل الشاعر، أنس زيد أبو سعيد، ماهر صابر عزام، وسام مروان عبد الباقي، أيهم يحيى الجباعي.

وقبل ثلاثة شهور، رفع أهالي المعتقلين طلباً للسلطات الأمنية، ممهوراً بأسمائهم: إن ابناءنا وأرباب بيوتنا هؤلاء، لم ينتموا إلى حزب اللواء، من مبدأ سياسي ولا غير ذلك، فقد أخذتهم الحاجة إلى لقمة العيش لمرافقة هذا التنظيم، فقط ليأخذوا مرتبات مالية، ويصرفوا على عيالهم وبيوتهم..” وطلبت عائلاتهم الإفراج عنهم وخضوعهم للتسوية أسوة بكل من حملوا السلاح، “حفاظاً على أسرهم وأهلهم وعائلاتهم من الضياع والتشرد”.

ومن بين المعتقلين طلاب جامعات وأرباب عائلات، غالبيتهم لم يكن في حقّهم إذاعات بحث، بحسب عائلاتهم، قبل انتسابهم لقوة مكافحة الإرهاب، الذراع المسلح لحزب اللواء السوري، الذي تم تأسيسه تحت أهداف محاربة إيران والنظام السوري. ليخوض بعدها صراعات مع عدة جهات مسلحة أمنية ومحلية، كان أخرها هجوم المخابرات العسكرية ومجموعات مسلحة تابعة لها، على مقر القوة في قرية خازمة، وقتل قائدها، واعتقال ثمانية من أفرادها.

ومنذ معركة خازمة، تراجع حضور حزب اللواء في محافظة السويداء، وكان أخر تعليق له على قضية المعتقلين، في تاريخ 12 حزيران 2022، ضمن منشور مطول، أعلن فيه أن الحزب لا يتخلى عن أي فرد من افراده وأنه إلى جانبهم ومعهم، معتبراً كل ما يروج من إشاعات “هو من باب استهداف أفراد الحزب نفسيا”.

في حين تشير ردود أهالي المعتقلين، إلى فقدانهم الأمل بأي كلام إنشائي، وتأكيدهم أن انضمام ابناءهم للحزب، كان بسبب الظروف المعيشية القاهرة. مع تأكيدهم أن الأجهزة الأمنية أجرت تسويات في طول البلاد وعرضها، لعشرات الجماعات المسلحة، مطالبين أن تشمل هذه التسويات ابناءهم، لا سيما أنهم لم يتورطوا في الدماء.