يتسبب وضع الكهرباء السيء، باحتقان وغضب كبيرين في الأوساط الشعبية، في محافظة السويداء، من كل جهة ومؤسسة معنية بهذه الخدمة.
ولكن يبدو من الإجحاف القاء اللوم على العمال والعاملين في شركة الكهرباء، الذين لا حول له ولا قوة بهذا الواقع المتردي، جراء الفشل الحكومي في إدارة شؤون البلاد. ولا بدّ من الوقوف عند التحدّيات التي يواجهها عمال الكهرباء، والإضاءة على معانتهم.
تواجه شركة كهرباء السويداء نقصاً حاداً في عدد العمال وخصوصاً الفنيين منهم، لذلك فإن عمال الكهرباء المناوبين يعملون فوق استطاعتهم في محاولة لأصلاح كافة الأعطال على أرجاء المحافظة. ويتزامن هذا النقص في العمال، مع نقص في مواد ولوازم الشبكة ونقص في المحولات والكابلات.
وفضلاً عن ذلك، تتعرض محطات الكهرباء بشكل دوري للتعدي وسرقة المحولات والكابلات إضافة للتخريب، ما يجعل العمل أكثر صعوبة.
وفي السياق ذاته يلقي عاملوا شركة كهرباء السويداء المسؤولية على عاتق الحكومة السورية بالعموم ووزارة الكهرباء على وجه التحديد. فالوزارة لاتسعف شركة كهرباء السويداء بكميات وافية من المازوت وبنزين الآليات. على سبيل المثال لكل آلية حكومية مسافة مخصصة لايسمح للسائق بتجاوزها، وإن اضطر السائق على تجاوز المسافة يتحمل غرامات مالية ومشاكل إدارية من قبل التفتيش، هو بالغنى عنها.
كما تعاني معظم الآليات من قدمها وبالتالي تفقد فعاليتها وخصوصاً عند خوضها لتضاريس وعرة أو في الأحوال الجوية السيئة وعند تراكم الثلوج. يقول أحد العاملين: “نحنا منعمل بأكثر المهن خطورة وأشدها حساسية، وبرواتب تكود معدومة، وبسبب فساد نحن لسنا مسؤولين عنه، اللوم دائما بيجي علينا”
ويصف أحد عمال شركة كهرباء السويداء، معاناته في حديث مع السويداء 24 قائلاً: أنا موظف في شركة كهرباء السويداء، ويبدأ دوامي من الساعة 8 الصبح وحتى الساعة 11 ليلاً حيث نناوب وننام في المحطة، ومع ذلك لايتجاوز راتبي 100 ألف ليرة. وهناك موظفين لا يتجاوز راتبهم الشهري 70 ألف ليرة سورية فقط، بسبب قروض اخذوها مسبقاً، ليتم اقتطاع الأقساط من رواتبهم مباشرةً.
يذكر أن الكميات الواردة من الكهرباء إلى محافظة السويداء، تحددها الحكومة السورية. الحكومة التي تخلّت عن دورها الرعائي، حتى باتجاه موظفيها، ومعاناة عمّال شركة الكهرباء، أكبر مثال على ذلك. يقول أحد عمّال الشركة: يطالبنا البعض بالإضراب عن العمل اعتراضاً على هذا الواقع، رغم كل المعاناة التي نمر بها، ولكن إذا أضربنا او استقلنا، حتى ساعة الكهرباء الواحدة، لن يراها الأهالي. مضيفاً: نحن نعمل فوق طاقتنا، والحل ليس بيدنا.