في وقت تجمع فيه بعض القرى التبرعات لتوفير خدمة المياه على نفقة الأهالي والمغتربين، بعد تخلي الدولة عن واجباتها، تداعى أهالي قرى ريف السويداء الجنوبي لاجتماع في أم الرمّان، طالبوا فيه السلطات بتحمل مسؤولياتها، بعد أن وصلت الأوضاع إلى مرحلة لا تحتمل.
أزمة المياه الحادّة، دفعت فعاليات أهلية من قرى ريف السويداء الجنوبي، للاجتماع في منزل العميد المتقاعد نايف العاقل، في قرية أم الرمان، لبحث الحلول المناسبة لتوفير المياه. وناقش المجتمعون، حلول أزمة المياه، وطالبوا السلطات والمؤسسات ذات الصلة بحلّ هذه المسألة، ووضعها أمام مسؤولياتها، محمّلينها تبعيات كل ما يمكن حدوثه جراء استفحال هذه الازمة.
وأرجع المجتمعون أزمة المياه، في بيان وقعه العشرات من أهالي المنطقة، للفساد في مؤسسة المياه بالإضافة لغياب القرار، كما ألمحوا إلى وجود جهة تحاول إخلاء المنطقة من سكانها. مشددين، على مطالبة السلطات بكافة مسمياتها ومؤسساتها بالعمل على حل أزمة المياه حلا جذريا بعيدا عن الحلول التخديرية الاسعافية.
ورأى الأهالي أنّ الحل الجذري يكون بإصلاح الآبار المعطلة في المنطقة الحدودية والريف الجنوبي، وربط آبار هذه القرى الحدودية بخط كهربائي معفى من التقنين، موضّحين أنّ هذه القرى لا تستهلك من الطاقة الكهربائية ما يستهلكه حي صغير في مدينة. وفي حين تعذُّر إعفاء المنطقة من التقنين، اقترح المجتمعون تزويد بمولدات الآبار بما يكفي من مادة المازوت.
وحذّر المجتمعون في ختام بيانهم، أنّ التسويف بهذه المسألة سينعكس سلباً على الأمن العام، الأمر الذي قد يدفع شبّان المناطق المعنيّة إلى قيامهم بأفعال قد لا تحمد عقباها، فهم لن يسكتوا على عطش أهاليهم وهم يعومون على بحر من المياه الجوفية، وفق وصفهم.
يذكر أن ازمة مياه خانقة تعصف في محافظة السويداء، طالت البشر والشجر، وسط تقصير حكومي، يدفع بالمواطنين لشراء صهاريج المياه على نفقتهم الخاصة، حتى في فصل الشتاء، بتكاليف مرتفعة باتت تثقل كاهلهم، وتحوّل رواتبهم الشهرية إلى أجور للمياه فقط. فهل الحل يكمن في جمع التبرعات وإصلاح الخدمات على حساب السكان، أما بالضغط على الدولة للالتزام بدورها وواجباتها ؟