السويداء غارقة بالظلام.. واللصوص يسرحون ويمرحون

تتحول مدينة السويداء ليلاً، إلى ما يشبه مدينة الأشباح، فالحركة شبه معدومة بعد الساعة العاشرة، والظلام الدامس يسود الشوارع مع انقطاع الكهرباء.

جهات مختصة نائمة، تكتفي بجمع التقارير عن المعارضين، ولصوص يسرحون ويمرحون، ليسرقوا المدارس، والمحلات، والمنازل، والسيارات، وخطوط الكهرباء. صباح اليوم الأحد، اكتُشفت عمليات سرقة طالت سبع مدارس في مدينة السويداء.

مصدر في مدرسة عبد الناصر حميدان في حي القلعة، قال للسويداء 24، إن اللصوص دخلوا إلى المدرسة عبر إحدى النوافذ، وسرقوا معدات المخبر، والحواسيب، وغرفة الإدارة، كما عبثوا في كافة المحتويات، فحتى أوراق الطلاب لم تسلم منهم.

كذلك تعرضت ست مدارس أخرى للسرقة في مدينة السويداء، وهي مدارس: حمد عكوان، جادو ابو محمود، دريد درغم، فاروق المصري، شادي خاطر، وعلي البداح. وتستهدف معظم السرقات أجهزة الحواسيب المتواجدة في المدارس، وكافة الأجهزة الالكترونية.

ارتفاع معدّلات السرقة في السويداء، بهذا الحجم، بات مثيراً للقلق، فلم يسبق أن تشهد المدينة هذا العدد من السرقات خلال بضعة أيام، التي لم تتوقف عند المدارس، بل طالت المحلات التجارية، والبيوت، والسيارات، فضلاً عن خطوط الكهرباء المغذية لآبار المياه، وأبراج الاتصالات.

ويستغل اللصوص الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي في ساعات الليل، لينفذوا عملياتهم تحت جناح الظلام، في ظل غياب الجهات الأمنية عن المشهد. وتكتفي تلك الجهات بتسجيل بلاغات السرقة، فلا تسير دوريات للمراقبة، ولا تبذل جهوداً في تعقّب اللصوص، ولا المجتمع المحلي يتخذ خطوات للحد من هذه الظاهرة.

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان، صور ترصدها كاميرات المراقبة، للصوص أثناء عمليات السرقة، ما يعتبره البعض، رادعاً اجتماعياً في فضح اللصوص. لكن هذا الرادع لا يكفي على ما يبدو، ولا بدّ من تفعيل وسائل أهلية لحماية الممتلكات، في ظل حالة تخلي الدولة عن كافة مسؤولياتها.