السويداء: تبرعات أهلية بتوجيهات حكومية.. ثلاث مليارات ؟

وصلت قيمة التبرعات المرسلة من محافظة السويداء إلى المحافظات المتضررة بالزلزال شمال سوريا، إلى حوالي ثلاث مليارات ليرة سورية، بين مساعدات عينية، ومبالغ نقدية، ضمن مبادرات مختلفة، في وقت تتدفق فيه المساعدات الإغاثية من دول العالم.

معظم التبرعات يجري جمعها بإشراف المحافظة، أي الجهة الرسمية الممثلة للحكومة السورية في السويداء. فبعد يوم من الزلزال، ترأس محافظ السويداء بسام بارسيك، اجتماعاً تنسيقياً لتأمين المواد الإغاثية، وتقرر في الاجتماع تشكيل لجان في الوحدات الإدارية لإعطاء الفرصة “لمن يرغب من الأهل للمساهمة في إغاثة أهلهم في المحافظات المتضررة” كما تقرر فتح حساب للتبرعات المادية في المصرف التجاري السوري.

انهالت التبرعات من جمعيات خيرية، وفعاليات أهلية على لجان المحافظة، وكانت غرفة تجارة وصناعة السويداء أكبر المساهمين في التبرعات، بالإضافة إلى عدد من المغتربين. مصدر مطلع أكد للسويداء 24 أن تجّار السويداء ومجموعة من المغتربين، تبرعوا بحوالي مليوني ليرة سورية، وخُصص الجزء الأكبر من المبلغ لشراء مواد غذائية وطبية.

وأشرفت المحافظة على إرسال ما لا يقل عن تسع شاحنات محملة بالمواد الإغاثية، إلى محافظتي حلب واللاذقية، ومن المقرر إرسال شاحنات أخرى إلى محافظة حماه يوم الغد. ولا تزال حملة جمع التبرعات الاهلية التي تجري بتوجيهات حكومية، مستمرة في ساحة شعبة حزب البعث الغربية، ومن خلال اللجان الفرعية في قرى وبلدات السويداء.

وتسلم المحافظة التبرعات للأمانة السورية للتنمية، التي تشرف على توزيعها. في حين لم يقتصر جمع التبرعات في السويداء عبر الجهات الرسمية، فقد نُظّمت مبادرات في القريّا وخربا ورساس ومدينة السويداء وغيرها من مناطق المحافظة، عبر فعاليات أهلية، أرسلت المساعدات بشكل مباشر إلى الشمال.

ورغم المعاناة الشديدة التي يعيشها السوريون قبل الزلزال، والظروف الاقتصادية المتردية، لا سيما في محافظة السويداء، التي شهدت احتجاجات شعبية غير مسبوقة، أواخر العام الماضي، جرّاء تدهور الأوضاع، إلّا أن المجتمع المحلي تعاطف بشكل كبير من كارثة الزلزال شمال البلاد. لكن بعض الناشطين اعتبروا التوجيهات الحكومية لجمع التبرعات من السكان، في وقت ترزخ كل البلاد تحت وطأة ظروف مريرة، هو اسلوب نهب جديد لجيوب المواطنين.

المحامي أيمن شيب الدين علّق على صفحته حول آلية جمع التبرعات: “مع كامل احترامي للطّيبين وذوي النّوايا الحسنة، نحنا عايشين بدولة مثل ما بيقولوا، وهالدولة إجاها مساعدات نقدية وعينيّة كبيرة جداً، من دول ومنظمات دوليّة وهيئات ونقابات وأفراد ومشاهير”.

مضيفاً: “لماذا المضيّ بجمع التبرعات والمساعدات في الوقت الذي يجب مُطالبة الدولة التي تُحبوّن بالقيام بواجباتها تجاه مواطنيها، وأنّ توزّع عليهم ما استلمت من أمانات ومساعدات؟! طالبوا بأن يكون هُناك صندوق للطّوارىء يُعلن فيه جميع ما دخل لصالح المنكوبين من أموال ومساعدات غذائيّة وطبيّة وخدميّة، وما ستقدّمه الدولة إن عبر جمعياتها أو دوائرها أو الهلال الأحمر هو حقٌ لكم وليس منّةً عليكم! يعني لازم عطول نضل مسروقين بالسّلم وبالحرب وبالكوارث!!”.