السويداء: دعوة مشبوهة من الحزب والأفرع الأمنية

يبدو أن الوقفات الاسبوعية لنشطاء الحراك المدني في السويداء، الداعي للتغير السياسي، وتحسين الظروف المعيشية، باتت تشكّل كابوساً للسلطة، بما يمثلها من قيادة حزب البعث، والأفرع الأمنية، حتى دعت الجهات المذكورة لوقفة “حاشدة” في ساحة الكرامة، بعدما فشلت طيلة الأسابيع الماضية.

تأييد الشارع وتعاطفه مع الوقفات السلمية، التي عكست رُقي وحضارة منظّميها، وعدم تجاوب جزء كبير من البعثيين مع دعوات قيادة الفرع السابقة لتنفيذ اعتصام مضاد، دفع الأخيرة لتعميم دعوة على كل الفعاليات الحزبية والنقابية، وعلى الدوائر الحكومية والمدارس، لحشد اكبر قدر ممكن من الناس، في مدينة السويداء، غداً الاثنين، للمطالبة بإلغاء قانون قيصر.

مصادر خاصة أكدت للسويداء 24، أن فرع الحزب وجه دعوة لكل المرجعيات الدينية والاجتماعية، التي يبدو أنها لن تتجاوب معها، كما عمم الدعوة على قرى وبلدات المحافظة، وعلى الجامعات عبر اتحاد الطلبة. كما تم توجيهها للنقابات والدوائر الحكومية، في إسلوب يتبعه الحزب، لحشد الناس، ويحمل في طيّاته تهديداً مبطناً لمن يرفض المشاركة.

ولضمان حضور الناس من القرى والبلدات، تنص دعوات الحزب على أن النقل مؤمن مجاناً، ذهاباً وإياباً، في إجراءات تذكر بأسلوب تم اتباعه لقمع مظاهرات سلمية شهدتها السويداء، في حزيران 2020. حينها هاجم أنصار البعث المظاهرة، مع قوات حفظ النظام، ونفذوا اعتقالات عشوائية ضد المتظاهرين.

صفحات الجهات الرسمية في السويداء، والإعلاميين الموالين، تناقلوا الدعوة عبر صفحاتهم. ومن خلال استعراض التعليقات، يمكن ملاحظة استهزاء غالبية المعلقين من اهالي السويداء، بهذه الدعوة، لا سيما أنها تتزامن مع الموعد الثابت للاعتصامات السلمية المنددة بالسياسات الحكومية. ليتسائل المعلقون: ليش الاثنين تحديداً ؟

وحتى غاية إعداد التقرير، لم تصدر الدعوة المعتادة من منظمي الحراك السلمي، لاستئناف وقفاتهم في موعدها المفترض يوم الاثنين.

ولابد من الإشارة إلى أن قانون قيصر، يفرض عقوبات مشددة على كيانات وشخصيات محددة في السلطة، ولا يمنع وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، التي تدفقت من عشرات الدول بعد الزلزال الأخير. ومن المهم التذكير، أن القانون فرضته الولايات المتحدة على إثر انتهاكات فظيعة طالت عشرات آلاف المعتقلين.

وعلى أية حال، فالهدف المعلن يبدو محطاً للسخرية فعلاً، أما الهدف المبطن والذي يبدو أنه قمع الحراك السلمي، يحتاج لوعي من جميع الفعاليات، لعدم الانسياق وراء دعوات مشبوهة للصدام بين أبناء البيت الواحد.