أكثر من 14 غارة إسرائيلية على السويداء.. ما الهدف ؟

للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، أغار طيران الإحتلال الإسرائيلي على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة السويداء، آخرها يوم الأمس على تل المسيح، وقبلها في شهر كانون الأول الماضي، على تل قليب.

منذ عام 2018، وثقت السويداء 24 ما لا يقل عن 14 غارة جوية إسرائيلية في محافظة السويداء. ويعد هذا الرقم ضئيلاً قياساً بالغارات التي تستهدف دمشق وريفها وحلب، والتي تقدر بعشرات الغارات سنوياً، فماذا تستهدف إسرائيل في محافظة السويداء، ولماذا تتكرر ضرباتها على مواقع محددة ؟

تتركّز الضربات الجوية الإسرائيلية، على نقاط الرادار والدفاع الجوي، التابعة للجيش السوري في محافظة السويداء، منذ خمس سنوات. وهذه المواقع ليست حديثة العهد، إذ يسبق وجودها العام 2011، وهي: الفوج 159 دفاج جوي، رادار تل الصحن، رادار تل قينة، رادار تل المسيح، رادار تل قليب، رادار كتيبة الدور، ومطار الثعلة العسكري.

هذه المواقع السبعة، هي النقاط المستهدفة بالضربات الإسرائيلية، منذ عام 2018، وغالبيتها تكرر قصفها أكثر من مرة. في معظم الأحيان، تسببت الضربات بتدمير المواقع المستهدفة، من أنظمة الرادار والدفاع الجوي. وفي ثلاث مرات على الاقل، الحقت خسائراً بشرية في صفوف عناصر الجيش السوري، آخرها مطلع 2021، عندما دمّرت رادار كتيبة الدور، وقضى بالقصف جندي سوري.

وتضم هذه المواقع، منظومات عسكرية روسية وصينية ومن كوريا الشمالية وإيران، وعادة ما يعاد تأهيل المواقع المستهدفة، خلال فترة قصيرة، إذ تشير مصادر خاصة للسويداء 24، إلى أن إيران تتكفل بإعادة تأهيل هذه المواقع على نفقتها، ضمن اتفاق غير معلن مع السلطات السورية. مع الإشارة إلى عدم تواجد أي عناصر إيرانيين أو لبنانيين في هذه النقاط.

ويبدو أن الاستهداف المتكرر لهذه المواقع في السويداء، هدف استراتيجي بالنسبة لإسرائيل، لإضعاف قدرات الإنذار المبكر جنوب البلاد، التي يبدو أن إيران ومليشياتها تستفيد منها، في ظل تركيز الضربات على مواقع عسكرية  في دمشق وريفها، تقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنها تستهدف أنشطة لإيران وحرسها الثوري، وحزب الله اللبناني.

ونادراً ما تتبنى إسرائيل ضرباتها على سوريا، بالمقابل تكتفي السلطات السورية بإدانة “العدوان” الإسرائيلي، ولا تتخذ أي رد عسكري. وفي بعض الاحيان، تلحق الضربات الإسرائيلية على دمشق وريفها، خسائر بشرية في صفوف شخصيات عسكرية لبنانية وإيرانية، كما تتسبب بخسائر بشرية في صفوف الجيش السوري، والمدنيين، كمل حصل الليلة الماضية، عندما قُتل عدة مدنيين بسبب ضربة إسرائيلية.