عادت إلى الواجهة إعلانات استقطاب المقاتلين السوريين للسفر إلى ليبيا، والعمل لصالح القوات الروسية، وشركة فاغنر، في الأيام الماضية، فما صحة هذه الإعلانات، وهل استأنف التجنيد إلى ليبيا فعلا ؟
بحسب مصدر شارك مع القوات الروسية في ليبيا، أكد للسويداء 24، أن شركة فاغنر لديها آلاف المقاتلين على الأراضي الليبية، من جنسيات دول مختلفة، كانت ضمن الاتحاد السوفيتي سابقاً، مشيراً إلى أن تصاعد العمليات العسكرية في أوكرانيا، التي تتعرض لغزو روسي تشارك فيه شركة فاغنر، منذ العام الماضي، ربما سيجبر الشركة على سحب جزء من مقاتليها من ليبيا إلى أوكرانيا، وهذا ما قد يكون دافعاً لتعويضهم بمقاتلين سوريين.
لكن المصدر يؤكد أن عمليات الاستقطاب التي تجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، معظمها عمليات احتيال، مشدداً على أن شركة فاغنر باتت تعتمد على شركة الصيّاد لخدمات الحراسة والحماية حصراً، لاستقطاب المرتزقة من سوريا، منذ أكثر من عام. وأضاف أن شركة الصيّاد لديها معاييراً محددة للاستقطاب والتجنيد.
وانتشرت في الأيام الماضية منشورات على فيس بوك في سوريا، تزعم عودة التجنيد إلى ليبيا مع القوات الروسيّة، وتطرح رواتباً مغرية تصل إلى 1200 دولار شهرياً. تواصلت السويداء 24 مع بعض الأرقام المخصصة للتسجيل، للاستفسار عن آليات التجنيد، فطلب أصحاب الأرقام سلفاً مالية تتراوح بين 100-500 ألف ليرة سورية للتسجيل.
ويبدو من طلب السلفة، أنها عملية احتيال جديدة يسعى لها أصحاب المنشورات، مستغلين ضيق الأحوال المعيشية للشباب السوريين، فخلال اتصال مع مكتب الذاتية التابع لشركة الصياد، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استقطاب المرتزقة في سوريا لصالح القوات الروسيّة، نفت الشركة وجود مستقطبين لها، مؤكدة أن التسجيل يجري عبر مكتب الشركة حصراً، الكائن في منطقة الصايد بريف حمص، بجانب الفرقة 18.
ومنذ شهر آذار من العام المنصرم، تم تعليق عمليات تجنيد وإرسال المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، بعد مرور سنتين على إنطلاق عمليات التجنيد، التي استقطبت خلالها روسيا آلاف الشباب السوريين، وأرسلتهم إلى ليبيا للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، بالتزامن مع تجنيد تركيا آلاف الشباب السوريين أيضاً، وإرسالهم إلى الضفة الثانية من ليبيا.
وكانت عمليات التجنيد لصالح القوات الروسية، في البداية عشوائية، وتجري عبر مستقطبين وشركات أمنية متعددة. ونتيجة حصول تسريبات عديدة، حصرت القوات الروسية عمليات التجنيد بشركة الصياد، المسؤولة عن مليشيا تعرف ب “صائدو داعش”. وتؤكد مصادر السويداء 24 أن شركة الصياد، على ارتباط وثيق بشركة فاغنر الروسية الشهيرة، فالصياد تعتبر واجهة فاغنر في سوريا.
وخلال الاتصال مع مكتب الذاتية في شركة الصياد، لم يجب الموظف على استفسار استئناف التجنيد إلى ليبيا، وطلب مراجعة المكتب في ريف حمص، ضمن الموعد الذي تحدده الشركة للتسجيل، عبر قناة التلغرام الخاصة فيها، معتبراً أن أي شخص خارج مقر الشركة يدعي أنه وسيط لها، هدفه النصب، والشركة ليست مسؤولة عن ذلك، على حد قوله.
أحد الأشخاص الذين سجّلوا مع شركة الصيّاد، قال للسويداء 24 إنه توجه لمقر الشركة مطلع عام 2022، وخضع لفحوصات طبية في مقر الشركة مع مئات الأشخاص، وسجّل اسمه دون أن يتم تبليغه عن موعد السفر أو وجهته. وأضاف المصدر: منذ ذلك التاريخ لم تتصل بنا لشركة، وهناك معلومات أنها تعطي أولوية للمسجلين من الساحل السوري.
ووثقت السويداء 24 في تقارير سابقة، تجنيد آلاف الشباب السوريين بين 2020-2022، وإرسالهم لصالح شركة فاغنر الروسية في ليبيا، مقابل رواتب تراوحت بين 700-1000 دولار شهرياً، وكانت مهامهم في حراسة منشآت عسكرية أو نفطية، خاضعة لسيطرة القوات الروسية. كما سجّلت مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص من اولئك المجندين.