عائلات مهجرة من السويداء شمال سوريا: أطفالنا في خطر

تعيش ثلاث عائلات من محافظة السويداء ظروفاً قاسية في شمال سوريا، بعد كارثة الزلزال الأخيرة، بسبب تصدّع المنازل التي يعيشون فيها، وعدم التفات المنظمات والفعاليات الخيرية في المنطقة لمعاناتهم.

العائلات الثلاث، المنحدرة من عشائر محافظة السويداء، كانت تقيم في ريف القنيطرة الخارج عن سيطرة النظام بين 2012-2018. وبعد اتفاق التسوية جنوب سوريا، منتصف عام 2018، تعرضت تلك العائلات للتهجير إلى إدلب وشمال سوريا، لرفضهم الانخراط في اتفاقية التسوية، و”لأننا لن نكون عوناً للظالمين” كما قال أحد أفرادها.

في شمال سوريا، تنقلت العائلات في عدة مناطق، قبل أن تستقر في منازل قديمة بمنطقة عفرين بريف حلب، وتحديداً في ناحية بلبلة. وكغيرها من العائلات السوريّة المهجرة، كانت تعيش ظروفاً صعبة، ويعمل أفرادها بجهد مضاعف لتأمين الاحتياجات اليومية.

بعد كارثة الزلزال التي ضربت شمال سوريا، تضررت المنازل التي تقيم فيها العائلات الثلاث بشكل كبير، وباتت غير صالحة للسكن، نتيجة التصدعات الجدران، والانهيارات التي حصلت. فباتت الأسر الثلاث، تقضي أيامها إلى في فناء المنازل، تخوفاً من انهيار مفاجئ، لا سيما مع استمرار الهزات الإرتدادية.

والملفت، رغم تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى كل المناطق السورية المتضررة، بما فيها الشمال السوري، لم تحصل هذه العائلات على أي نوع من المساعدة، باستثناء حصولها على الخبز المجاني بعد يومين من الزلزال. في حين لا تلتفت الجمعيات والمنظمات لهذه الأسر في توفير احتياجاتها، مع العلم أن غالبية أفرادها من الأطفال.

وفي ظل هذه المعاناة القاسية، بات أقصى ما تطلبه العائلات الثلاث، خيماً تأوي أطفالهم، بعيداً عن المنازل المتصدعة، ولكن لم تقدم لهم أي جهة أو منظمة الخيم المطلوبة، بل عرضت عليهم بعض الجهات شراء الخيمة الواحدة، بمبلغ 300 دولار أمريكي، وهو ما لا تقدر العائلات على تأمينه، بعدما خسرت كل ما تملك عند تهجيرها من جنوب سوريا عام 2018.

ويبلغ عدد أفراد العائلات حوالي 15 شخصاً، كانوا يعيشون في ثلاث منازل متجاورة بريف عفرين. يؤكد أحد أفراد العائلة في حديث للسويداء 24: لا نريد التهجم على أحد، نحن نعيش هنا بخيارنا وبرغبتنا ورفضنا كل عروض التسوية ولسنا نادمين لأننا لم نشارك الظالمين، ولكن وصلنا إلى حالة مزرية، نطلب فيها خيماً لتقي أطفالنا خطر انهيار المنازل، وبعض الاهتمام من المنظمات والفعاليات العاملة في الشمال السوري، التي نعتقد أن الكثير منها لن تقصر إذا تم إعلامها بمعاناتنا.

وخلف الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في مطلع الشهر الجاري، آلاف الضحايا، وتسبب بتشريد عشرات الآلاف من السكان، لا سيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في إدلب وريف حلب الشمالي. فهل تلقى هذه العائلات المهجرة من السويداء أي اهتمام من المعنيين في شمال سوريا ؟