السويداء: رغم السخرية الواسعة.. ازدحام شديد لشراء البصل

بعد أن كان البصل يُستخدم ضمن الامثال الشعبية للإشارة إلى رخص ثمنه، تحول في سوريا إلى “ترند”، عقب ارتفاع سعره وتحوّله إلى قائمة البطاقة الذكية التي تحدد فيها الحكومة مخصصات “مدعومة” للمواطنين.

من أمثال الاستخفاف بالبصل، إلى أمثال تشبيهه بالذهب، واللحمة الحمراء، وصولاً إلى مهاجمة افحكومة التي حوّلت البصل إلى حديث الشارع كلّه عندما هاجمت عبر وزارة التجارة الداخلية “الصفحات الصفراء” التي انتقدت ارتفاع سعر البصل، وقالت إن السعر الذي توفره أرخص من الإمارات العربية المتحدة.

مقارنة وزارة تابعة للحكومة الأسعار بالإمارات، فجّرت المزيد من السخرية بين رواد مواقع التواصل السوريين، الذي تعجبوا من المقارنة بدولة يبلغ متوسط الراتب فيها، عشرات أضعاف متوسط الراتب في سوريا، “كمن يقارن الخيل الأصيل، بالدواب المخصصة للفلاحة”.

في السويداء اليوم، تجمهر عشرات المواطنين، أمام صالة المدينة التابعة للتجارة الداخلية، لشراء البصل عبر البطاقة الإلكترونية، بعد تخصيص كيلو غرام إضافي لكل أسرة إسبوعياً، بسعر 6 آلاف ليرة سورية، لتصبح الحصة 2 كغ.

ورغم السخرية الواسعة التي أثارتها طريقة التعاطي الحكومية مع البصل، لكن المؤسسات التابعة للتجارة الداخلية، في مختلف المحافظات السورية شهدت بالفعل تجمعات كبيرة لشراء البصل من المؤسسة.

أحد أبناء مدينة السويداء، قال للسويداء 24، إن سعر كيلو البصل في الأسواق تجاوز 10 آلاف ليرة سورية، وليس ذلك فحسب، بل بات البصل مفقوداً في الكثير من المحال التجارية. مضيفاً أن توافد الناس لشراء البصل طبيعي، بحكم انخفاض سعر المادة مقارنة بسعرها في الأسواق، ولكونها مادة أساسية تحتاجها كل أسرة على موائد الطعام.

وتشير مصادر صحفية، منها موقع الجزيرة الإلكتروني، إلى أن أزمة ارتفاع سعر البصل عالمية فعلاً، وتعود أسبابها إلى الفيضانات التي ضربت كلا من الهند وباكستان الصيف الماضي، حيث تعد الهند ثاني مصدّر للبصل في العالم، بالإضافة إلى باكستان التي تأتي في المركز السادس. كما أن الحرب الدائرة في أوكرانيا أثرت سلبا على شحن البذور والأسمدة اللازمة لزراعة البصل، مما أدى لنقص الإنتاج.