جثمان الجباعي إلى السويداء بعد سنوات على مجزرة مسرح تدمر

لا تغيب عن الذاكرة الجمعية لأهالي السويداء، النظرات الأخيرة للمجند أنس طلال الجباعي عام 2015، عندما ظهر في إصدار مرئي لتنظيم داعش الإرهابي، على مسرح تدمر الأثري، ينتظر رصاصة الغدر مع 24 أسيراً، من أطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً.

تلك المجزرة التي هزّت الرأي العام العالمي، نتيجة تنفيذها من أطفال صغار، كان التنظيم الإرهابي يسميهم “أشبال الخلافة”، وعلى أحد أهم المعالم الأثرية في سوريا والشرق الأوسط، مسرح تدمر، ضمن تكتيكات الرعب التي كان التنظيم يسعى لتصديرها.

بعد سبع سنوات يعود جثمان الجباعي إلى مسقط رأسه في السويداء، لتشيّعه عائلته غداً الاثنين، إلى النصب التذكاري لشهداء قريته الشبكي، الذين قضوا في مجزرة أخرى ارتكبها التنظيم الإرهابي في ريف السويداء الشرقي، عام 2018، وارتقى فيها مئات المدنيين، من مسنين ونساء وأطفال ورجال.

مصدر مقرب من الجباعي، قال في اتصال مع السويداء 24، إن بلاغاً ورد لوالده آواخر العام الفائت، باكتشاف مقبرة جماعية قرب آثار تدمر، ومن المحتمل أن يكون جثمان ابنه من بين الجثامين. مضيفاً ان والد أنس توجه إلى مشفى تشرين العسكري، لإجراء تحليل الحمض النووي DNA. وبعد حوالي شهرين، ردّت إدارة المشفى، بأن أحد الجثامين لأنس الجباعي فعلاً.

إذن، انتهت سبع سنوات من الانتظار المرير، كانت السلطات خلالها تصنّف أنس مفقوداً، وليس شهيداً، فلم تكن عائلته طيلة السنوات الماضية تتمتع بالحقوق الممنوحة لأُسر الشهداء، رغم أن أنس لم يكن مفقوداً، بل ظهر في إصدار مرئي يوثّق اللحظات الأخيرة من حياته.

مشاعر عائلة انس الجباعي، تختلط بين الحزن الذي لم ينتهي، والدموع التي لم تجف على خسارته، وبين الاطمئنان بالعثور على جثمانه، ونقله ليوارى الثرى، لتستطيع والدته زيارته، وتقدّم له أكاليل الورود، وتُقبّل شاهدة ضريحه، في كل مناسبة تستذكره فيها.