تناقل نشطاء المعارضة في السويداء، دعوة للتجمع غداً الاثنين الساعة الواحدة ظهراً، في ساحة الفرسان بمدينة السويداء “لنرفع الصوت عالياً ضد فلتان عصابات السلاح والمخدرات”.
وبعد تعليق الحراك السلمي، في آواخر شباط المنصرم، الذي شهدت خلاله مدينة السويداء، وعلى مدار ثلاثة أشهر، وقفات اسبوعية صامتة، نظّمتها المعارضة التقليدية، وطالبت بالتغيير السياسي، عادت الدعوة للتجمع والاحتجاج، ولكن بشكل ومضمون آخر هذه المرة.
فالدعوة الجديدة حدّدت ساحة الفرسان مكاناً للتجمع، وحملت مطالباً تتعلق بالأوضاع الأمنية والاقتصادية، ضد “فلتان العصابات”، واحتجاجاً على “جرّنا الممنهج إلى أدنى مستويات العازة والإذلال، وصول السلاح والمخدرات إلى حقائب أطفالنا في المدارس والشوارع”.
وندد الدّاعون للتجمع، بدفع “أجيال كاملة من شبابنا إلى الهجرة، وانحطاطنا من مجتمع مقهور إلى شحاذين في الطابور”، وأضافوا: “مهما تكن قناعاتنا وولاءاتنا وأولوياتنا، آن الأوان لنجتمع ونرفضَ ما نحن فيه الآن، لنوصل صوتنا أننا نريد البدء بالتغيير على هذه الأرض وفيها ومن أبنائها، آن الأوان لنكون مواطنين بواجباتنا وحقوقنا ليكون لنا الحق بوطن. آن الأوان لنجتمع ونعرف من يريد منا الحياة الكريمة للجميع ومن يقف ضدها ومن لا يبالي”.
ولم تحدد الدعوة الجهة المسؤولة عن هذا “التردي والانحطاط”، وإن أشارت بشكل ضمني إلى السلطة. لتبدو الدعوة، محاولة جديدة من المعارضة في السويداء، للاحتجاج واستقطاب الناس إلى الشارع، بعد تراجع زخم الحراك الأخير، تحت تأثير عوامل مختلفة، كان أهمها الزلزال الذي ضرب البلاد، وانهى الاهتمام الذي حظي به حراك السويداء.
أحد النشطاء الذين تناقلوا الدعوة، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الاحتجاجات لن تتوقف في المحافظة، طالما أن آفاق الحلول السياسية والاقتصادية والأمنية مسدودة. لكن المصدر رفض الربط بين دعوة ساحة الفرسان، وحراك السويداء الأخير في ساحة الكرامة، الذي كانت تنظمه لجنة من المعارضة التقليدية.
وأضاف: قد لا تحقق هذه الاحتجاجات نتائجاً مباشرة، لكنها على الأقل تلفت الأنظار إلى استمرار الرغبة بالتغيير، وإلى الرفض المجتمعي للأوضاع الراهنة.
يذكر أن السويداء تشهد موجات احتجاج منذ عان 2011، تأخذ أشكالاً متعددة، من الاعتصامات الصامتة وحمل اللافتات، إلى التظاهر والهتاف، ونادراً ما تأخذ منحىً عنفياً في التعبير، كما حصل عند اقتحام مبنى المحافظة العام الماضي. فهل تلقى دعوة ساحة الفرسان تجاوب الشارع ؟ أم أنها ستقتصر على عدد محدود ؟