السويداء: الأمن العسكري يفرض الآتاوة على مربي الماشية

لا تتوقف معاناة مربي المواشي في بادية السويداء، عند الجفاف، وارتفاع أسعار الأعلاف، وغياب دور الدولة عن توفيرها ودعم هذا القطاع، إذ تزداد التحديات مع واقع أمني سيء، بين رصاص الجيش، وألغام داعش، وآتاوة المخابرات العسكرية، فضلاً عن تشبيح الميليشيات.

خلال الأسابيع الماضية، ونتيجة جفاف المراعي في سهول حوران وجبل العرب، بدأ مربو المواشي في درعا والسويداء، نقل مواشيهم إلى البادية الشرقية، حيث تتوفر المراعي، وذلك بعد حصولهم على الموافقات الأمنية اللازمة. لكن دوريات أمنية واجهتهم على مشارف البادية، وفرضت عليهم آتاوة مالية مقابل المرور، وكانهم يعبرون من دولة إلى دولة!

مصادر عديدة أكدت للسويداء 24، أن مفرزة المخابرات العسكرية التابعة لمدينة شهبا، اعترضت عدّة شاحنات تنقل المواشي، على طريق تل صعد، ولم تسمح للسائقين بالمرور، إلّا بعد دفع مبالغ تتراوح بين 100 ألف و500 ألف ليرة سورية، حسب عدد المواشي المحملة في الشاحنة.

بين رصاص الجيش وألغام داعش

تنتشر في بادية السويداء نقاط عسكرية للجيش السوري، تتوزع من سد الزلف جنوباً إلى الهبارية وريف السويداء الشمالي الشرقي، وصولاً إلى بئر قصب شمال البادية. في الآونة الاخيرة، باتت بعض نقاط الجيش تفتح النار على قطعان الماشية، وخصوصاً قرب سد الزلف، مما أدى لنفوق عددٍ منها، ويتكرر هذا الحال عند الحدود السورية الأردنية، حيث يطلق حرس الحدود الاردني النار على أي قطيع يقترب من الحدود.

أحد مربي الماشية من أبناء البادية، أكد في اتصال مع السويداء 24، أنه خسر اكثر من عشر رؤوس ماشية الشهر الماضية، بسبب استهداف النقاط العسكرية لمواشيه. مضيفاً: لا نعلم ماذا يخطر لهم، احيانا يسمحون لنا بالرعي، وأحيانا يفتحون النار علينا دون سابق إنذار.

وفي نفس المنطقة، وإلى الشرق قليلاً باتجاه الحماد، تعمل إحدى المليشيات المسلحة، على سلب رؤوس الماشية تحت تهديد السلاح بحسب شكاوى وردت للسويداء 24. ويقود هذه المليشيا، أبو خلف الجميلي، المعروف بعبسة، والذي يتبع للمخابرات العسكرية منذ عام 2019، بعد انشقاقه عن المعارضة المسلحة ومغادرته لقاعدة التنف.

كما تعدّ الألغام التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في البادية السورية، من أخطر التحديات، فقبل شهر واحد، قضى شخصين من أهالي ريف السويداء بلغم أرضي، اثناء رعيهما للمواشي، وفي العام الماضي، فقد طفل أطرافه بانفجار لغم اثناء رعيه قرب منطقة الدياثة.

هذا الواقع المزري لمربي الماشية، الذي تفرضه قوى الأمر الواقع المنتشرة في البادية السورية، يتزامن مع ظروف قاسية يواجهها مربو الماشية، فلا الدولة تهتم بدعم الأعلاف، وسنوات الجفاف تتعاقب. لتصبح هذه الظروف مجتمعة، تهدد الثروة الحيوانية في الجنوب السوري.