تمثل مجموعة المقرن القبلي على فيس بوك، أكبر مرتع للشائعات في السويداء، إضافة إلى الأخبار المضللة والتحريض والتشهير، في ظل عدم وجود إدارة تشرف على ضبط قواعد النشر في المجموعة.
المجموعة تم انشاؤها عام 2015، وكان يديرها عدد من المشرفين بأسماء وهمية، ولكن منذ حوالي سنتين، تُظهر بيانات المجموعة عدم وجود مشرفين عليها، وبالتالي غياب أي ضوابط للنشر، مع ارتفاع عدد المشتركين فيها لأكثر من 100 ألف شخص، غالبيتهم من أبناء محافظة السويداء،
في الفترة الماضية، ارتفع منسوب الاخبار المضللة والشائعات على المجموعة، من أخبار يومية تزعم قتل أشخاص أو اختطافهم، إلى منشورات تحريضية، وتلك التي تهدف لتشويه سمعة الناس وإلحاق الضرر بهم.
معظم الحسابات التي تقف وراء هذه المنشورات المضللة، يتم انشاؤها بأسماء وهمية، ومن الصعب حصر غاياتها. فترى منشورات تهاجم معارضين، وأخرى تشهّر بالموالين، وأشخاص يتناحرون بحسابات مزورة. ليس ذلك فحسب، فكل من له غاية عند شخص آخر، ويسعى لأذيته، بات ينشأ حساباً باسم ما، ويبدأ بنشر صور وشتائم أو اختلاق أخبار، وأحيانا تكون الغاية تشويه السمعة فقط.
وتكمن الإشكالية الثانية، في غياب الوعي العام حول البحث عن المصادر الموثوقة للأخبار، فحتى اليوم، ورغم انتشار مئات الأخبار المضللة والكاذبة، وتشويه سمعة الناس، ترى تفاعلا كبيرا مع منشورات المجموعة، حتى أن البعض يتفاعلون على أخبار تشويه سمعة الناس على سبيل المثال، دون أن يعرفوهم حتى.
ورغم تحذيرات عديدة تطلب الانتباه لمحتوى هذه المجموعة ومقاطعتها، وحملات تبليغات من ناشطين في السويداء ضدها، إلّا أنها لا تزال تلقى رواجاً، وسط غياب المسؤولية عن الاشخاص الذين يعملون بشكل يومي على تضليل الناس، والإساءة لسمعتهم.
واقترح أحد الناشطين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، على كل المتضررين من هذه المجموعة والحسابات المزورة فيها، تقديم بلاغ لدى قسم مكافحة جرائم المعلوماتية التابع لفرع الأمن الجنائي، يحتوي على المنشور والحساب المزور، مشيراً إلى أن تقديم البلاغ بات يضمن في الكثير من الحالات، وخلال مدة قصيرة، التعرف على الشخص الذي ينشر من حساب مزور.
وذكر المصدر أمثلة عديدة استطاع خلالها أشخاص من معرفة أصحاب الحسابات المزورة، ومقاضاتهم بالقانون.
كما شدد المصدر على ضرورة مقاطعة الناس لهذه المجموعة، عبر الانسحاب منها، والتبليغ عليها، فأي شخص اليوم بات معرضاً للتشهير بسمعته أو توجيه الإساءة له ولأحد أفراد أسرته، ومن يتفاعل مع هذه المنشورات اليوم، ربما يصبح غداً ضحية لها.