توقف إنتاج الخبز مؤقتاً من الفرن الآلي في مدينة شهبا، بعد قرار بتحويله من نظام الإدارة إلى نظام الإشراف، والذي يبدو أنه سيحسن من واقع الخبز المنتج، على غرار تجارب مماثلة.
وعلمت السويداء 24، أن أعمال الصيانة لخطوط إنتاج الخبز بدأت منذ اليوم الأول لصدور القرار، إذ توقف الفرن عن العمل وتم تحويل مخصصاته من الطحين للأفران المجاورة، لضمان تأمين مدينة شهبا بالخبز، إلى حين انتهاء الترتيبات اللازمة لانطلاق عمل الفرن بالنظام الجديد، ومن المتوقع أن لا يستغرق الأمر أكثر من اسبوع، ليعود فرن شهبا للعمل.
ومنذ سنوات، يعد الخبز الصادر عن فرن شهبا الآلي ذات جودة سيئة، ونشرت السويداء 24 تقاريراً عديدة وشكاوى من أهالي شهبا حول جودة الخبز، والنقص بوزن ربطات الخبز، ونظّمت الجهات المعنية على إثر ذلك مخالفات عديدة، كان آخرها الشهر الماضي: تنظيم ضبط تمويني بحق رئيس إحدى الورديات والفني المسؤول.
لكن قرار تحويل الفرن إلى نظام الإشراف، جعل أهالي شهبا يستبشرون خيراً بتحسن جودة الرغيف، استناداً إلى أفران عديدة على ساحة المحافظة تحسنت جودة الخبز الصادر عنها، بعد تحويلها إلى نظام الإشراف.
وبحسب مصدر في مديرية المخابز، فإن الفرق بين نظام الإدارة ونظام الإشراف، هو أن الطريقة الأخيرة تدمج بين مرونة القطاع الخاص في التعامل مع الموظفين وضغط النفقات من جهة، والخضوع لإشراف الدولة وقوانينها.
بينما نظام الإدارة الذي كان سابقاً في فرن شهبا، (الآفران الآلية)، تحكمه قوانين خشبية، نفسها التي تحكم إدارة شركات القطاع العام، ما يخلق تحديات كبيرة، منها قدم معدات الإنتاج، والآليات المعقدة لصيانتها وتبديلها، ووجود حلقات إدارية كبيرة لها مصاريف تنعكس على رغيف الخبز، كتخصيص سيارة للمدير، وتعيين مديرين فرعيين، وعدد كبير من الموظفين
ولا يعدّ نظام الإشراف تحولاً مطلقاً إلى القطاع الخاص، إذ أن المشرف على الفرن، هو موظف يعمل في السورية للمخابز، ويجري تغيير المشرفين كل فترة زمنية محددة، بعد تدريبهم وتأهليهم “ليقدموا أفضل أنواع الإدارة في انتاج الخبز”، بحسب تصريح سابق لأحد مسؤولي مديرية المخابز.
وانتقد أحد أعضاء مجلس الشعب سابقاً نظام الإشراف من زاوية محددة: يدفع المشرف مبلغ 6 ملايين ليرة سورية كتأمين و يتعاقد على الإشراف على مخبز بدون راتب، وكأنهم يقولون له: “دبر راسك.. من وزن الخبز وسرقة المازوت، سرقة الخميرة، الخ”.
وتساءل: من أين سيحصل المشرف على راتبه إلا عن طريق السرقة والنهب من لقمة عيش المواطن.. وتابع: “هذا يعني أن الوزارة الموقرة والوزير المبدع شرعا السرقة و الفساد فهل يوجد من يعمل بلا راتب”.
لكن واقعياً، ومع الأسف، أكثر ما يفكر فيه المواطن اليوم في مدينة شهبا وغيرها، بعيداً عن الفساد الحكومي وآلياته، أن يشتري خبزاً قابلاً للاستهلاك البشري، في ظل الغلاء الفاحش، وتدني الأجور، وخصوصاً مدينة شهبا، التي عانى سكانها طوال السنوات الماضية من مسألة رغيف الخبز.