السويداء 24
“عندما أشاهد الفرحة في عيونهم، أشعر أنني أملك الدنيا، لدي شغف بالتعامل معهم أكثر مما تتصور”. وصفت الأنسة رانيا الجوهري مشاعرها بهذه الكلمات، في عملها التطوعي مع مجموعة معلمات في محافظة السويداء، أسسن نادٍ خاص يجمع ذوي الهمم، ويوفر الرعاية لهم مجاناً، بإشراف الآنسة مها رزق.
المبادرة الفريدة من نوعها، أطلقتها مجموعة معلمات، بهدف إنشاء نادي تعليمي وترفيهي لذوي الهمم من كافة الأعمار، في مدينة شهبا تحديداً، تحت مسمّى “بالمحبة نتحدى لذوي الهمم”. وتم ترخيصه مطلع العام الحالي، عبر وزارة الشؤون الاجتماعية.
تقول الآنسة رانيا للسويداء 24: النادي مجّاني و ترفيهي وتعليمي، لأبناء الاحتياجات الخاصة والتوحد و”ذوي الهمم” من كافة الاعمار، وتم افتتاحه منذ أربعة شهور تقريباً. ويشرف على تعليم المنتسبين له، آنسات متطوعات، معظمهن من أصحاب الشهادات الأكاديمية ولهن خبرة في هذا المجال وهنّ: مها رزق، رانيا الجوهري، علا ركاب، تيماء باكير، ونخبة من الآنسات المتطوعات ايضاً.
وتركّز المعلمات في تدريب المنضمين على الصناعات اليدوية الصغيرة، كصناعة وحشي الدُّمى، وتعليم صناعة الاكسسوارات الخرز، والصناعة “بالخيش”، إضافة إلى تعليم اللغتين العربية والإنكليزية، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية والرياضية، مع إصرار المعلمات على تقديم كل ما في وسعهنّ لتطوير انشطة النادي.
ويبلغ عدد “أبناء النادي”، كما تحب المتطوعات تسميتهم، بالعشرات، بعضهم أبطال بألعاب القوى على المستوى الأقليمي، بالاولمبياد الخاص السوري بالسويداء، وآخرون حققوا مراكز متقدمة بألعاب “البوتشي” على مستوى سوريا.
تُشكّل المواصلات العائق الأكبر للنادي، وفق الجوهري، فإن نقل أبناء النادي يعدُّ صعباً وذلك لبعد بيوت بعضهم عن مقر النادي. مضيفة: نعتمد على جهود ذاتية في تمويل النادي، إضافة إلى التبرعات من المجتمع المحلي، لشراء اللوازم. كما أن مقر النادي عبارة عن منزل مُستأجر على حسابنا، “نتأمل تخصيص وسيلة نقل خاصة للنادي، والتفات اكثر من المجتمع المحلي والجهات المعنية لدعم هذه المبادرة”.
اطلعت السويداء 24 على صور من أنشطة عديدة أُقيمت في النادي خلال الأشهر القليلة الماضية، أدخلت الفرح وروح الإصرار والتحدي إلى قلوب أبناء النادي. ويعد فهم قضايا ذوي الهمم، وحشد الدعم لكرامتهم وحقوقهم ورفاههم، شرطًا أساسياً لدعم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والسلام والأمن، وفق تقرير للأمم المتحدة.