رساس: هل تنجح الهيئة الدينية في ردع اللصوص؟

بعد تزايد مقلق في عمليات السرقة، في بلدة رساس جنوب مدينة السويداء، وفي ظل استمرار التراخي الأمني مع هذه الظاهرة؛ قررت الهيئة الدينية اتخاذ عدة إجراءات لمكافحتها، بعد أن “انتظرنا طويلاً.. لكن مع الأسف الكل يسمع ويتفرج”.

وخلال اجتماع عقدته الهيئة الدينية في مقام النبي آيوب ببلدة رساس، وهو اجتماع شهري دوري، لمناقشة الشؤون العامة، تركز النقاش حول “الأوضاع الأمنية السيئة” التي وصلت لها البلدة، من سرقات موصوفة تتعرض لها بيوت الناس والأماكن العامة، وتقطيع الأشجار المعمرة، “دون حسيب أو رقيب من أحد وانتظارنا طويلاً ليُتخذ أي إجراء بهذا الشأن لكن مع الأسف الكل يسمع ويتفرج”.

لتقرر الهيئة الدينية، تسيير دوريات مسلحة من “أهل الدين” في جميع أحياء وشوارع البلدة، من الساعة  11 ليلاً حتى الخامسة صباحاً، مشيرة إلى أن الدوريات تحمل تفويضاً بمسائلة كل من يُشاهد في الطرقات بعد الساعة 12 ليلاً و”إذا كان مشبوهاً سيسلم للجهات المختصة اصولاً”.

ورحّبت الهيئة الدينية بأي شخص من البلدة يرغب المساهمة في هذا العمل، وأشارت إلى وجود تنسيق مع الأجهزة الأمنية بهذا الخصوص، راجية من الأهالي “التعاون وضبط أولادهم وخاصة في الليل لأن التعليمات صارمة ولايمكن التساهل مع أحد والله الموفق”.

وبحسب مصادر السويداء 24، فقد شهدت بلدة رساس ما لا يقل عن عشرة حوادث سرقة خلال شهر آذار الماضي، تراوحت معظمها بين سرقات أكبال الكهرباء وخزانات ومعدات مختلفة من منازل المواطنين، إضافة إلى سرقات طالت المرافق العامة كالمدارس وبيت الجنازة في وقف البلدة، ناهيك عن عمليات الحطيب الجائر داخل البلدة وعلى أطرافها.

أحد أهالي رساس قال في اتصال مع السويداء 24، إنه من الضروري أن لا يكون أمر الحماية واتخاذ الإجراءات الرادعة محصوراً في فئة رجال الدين، وإن كانوا المبادرين لاتخاذ هذا القرار، مشيراً إلى أن جميع الفئات في البلدة يجب أن تكون مشروكة في هذه المسألة.

في حين أكد مصدر مقرّب من الهيئة الدينية، أن الباب مفتوح أمام جميع الراغبين بالمشاركة في حماية ممتلكات أهالي البلدة، وشدد على أن الهيئة الدينية لم تتخذ القرار من باب التفرد في الشؤون العامة، إنما بهدف “ردع كل من تسول له نفسه التعدي على ارزاق الناس والممتلكات العامة”، وترحيب الهيئة واضح بمن يرغب في المساهمة، على حد قوله.