بخطابات نارية.. المحافظ ورفيقه يكرّمان العمال من جيوب التجّار

في عيد العمال، اليوم الذي يرمز إلى نضال العمال لتحصيل حقوقهم، “كرّمت” الجهات الرسمية في محافظة السويداء، 240 عاملاً، على نفقة تجار ومنظمات خيرية.

وفي ظل تدني أجور العمال والموظفين، إلى ما دون مستوى الفقر بأضعاف، والظروف المأساوية التي تواجه هذه الفئة، التي باتت راوتبها الشهرية تتراوح بين 10-20 دولار أمريكي شهرياً، أبى محافظ السويداء، والرفيق أمين فرع حزب البعث، أن يمر يوم العمال مرور الكرام، “دون لمسة الوفاء والمحبة”.

هذه اللمسة السحرية من المحافظ وصحبه من المسؤولين، كانت بالقاء الخطابات “النارية” على اكثر من 240 عاملاً، في دوائر حكومية مختلفة. أما لمسة أمين فرع الحزب، فوزات شقير، كانت بالإشادة بالعمال الذيه وصفهم بالأبناء “البررة لوطننا الغالي متحملين كل الأعباء الاقتصادية والمهنية التي أفرزتها ترددات الحرب مقررين الصمود في وجه كل عابث ومخرب”.

ثم قدم المحافظ ورفيقه فوزات شقير، الدروع التذكارية للعمال، التي تكفّل بثمنها رجل أعمال واعضاء من غرفة الصناعة والتجارة، ومؤسسة خيرية، إضافة إلى مبالغ مالية، تراوحت بين 50-75 ألف ليرة سورية، اي ما يعادل 6-8 دولار أمريكي. المبالغ المالية أيضاً لم تكن من جيب الحكومة، بل قدمها المتبرعون.

أحد العمّال المكرمين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه -كي لا يُفصل من وظيفته- بتهمة وهن عزيمة الأمّة، قال للسويداء 24، إن الدروع التذكارية، والخطابات النارية، والمبالغ التي لا تكفي لوجبة طعام، “لا تقدم ولا تؤخر في الأوضاع المزرية التي نعيشها”.

مضيفاً: مع الانهيار الحاد في الأوضاع الاقتصادية، لا تزال الحوافز المقدمة لنا في أخطر المهن، تُحسب بالمئة ومائتي ليرة. واعتبر العامل ان العابثين والمخربين اليوم، هم المسؤولين الفاسدين الذين يسعون لنهب ما تبقى في جيوبنا وجيوب المجتمع الأهلي.

يذكر أن اعتماد الجهات الحكومية على أموال الفعاليات التجارية والخيرية والأهلية، بات سمة عامة في السويداء، فمن إصلاح مبنى المحافظة، إلى إعادة تأهيل الخدمات، وحتى ثمن الدروع التذكارية، الدولة لا تدفع شيء. فقد باتت جيوب التجار والصناعيين والمجتمع الاهلي في السويداء تمثّل “خزينة” للمحافظة، على ما يبدو.