عشائر درعا والسويداء: نرفض سياسة التعميم ضدنا

عُقد لقاء تشاوري يمثل كافة أطياف عشائر البدو الجنوب السوري، يوم أمس الثلاثاء، قرب بلدة الحراك شرقي درعا، للتداول في التطورات الأمنية التي تشهدها مناطق انتشار العشائر، من تعديات وانتهاكات.

وضمّ الاجتماع، ممثلين عن عشائر الشنابلة والمزاودة والحواسنة والهدية والشرفات والجوابرة والصلوت والشرعة والزريق والمريشد والمدالجة والخضير والعميرات. وتقرر في نهاية اللقاء، اختيار لجنة تمثّل كافة العشائر المجتمعة، وتكون مخوّلة بالتواصل مع كل الأطراف الأهلية والرسمية، وإصدار القرارات التي تمثل العشائر المذكورة.

الشيخ أبو تركي نواف الحمد، أحد وجهاء العشائر في منطقة اللجاة، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الاجتماع عُقد بدعوة “من أهلنا البدو والمقيمين بأراضي حوران”، على خلفية التضييق الذي يتعرض لها أبناء العشائر مؤخراً، من مداهمات وإهانات، من قبل قوى الأمر الواقع، التي تتعامل معهم بسياسة التعميم.

وأضاف الشيخ أبو تركي: “نحن شريحة من المجتمع السوري، فينا الجيد وفينا السيء، كأي مجتمع، وكما تعرفون فإن هذا الجيل الذي وعي على الأزمة والفوضى ازدادت فيه أعداد السيئين، وهذا حال كل المناطق السورية، ولا ينطبق على عشائر البدو لوحدهم”.

وأشار إلى أن اجتماع الأمس، ركّز على ضرورة وجود مفوضين لنقل صوت ومطالب العشائر، للجهات المعنية، ولباقي شرائح المجتمع الأهلي، وأن “نحاول تنظيف بيتنا من الداخل ضمن المستطاع ونسعى لإصلاح المنحرف ضمن امكانيتنا، مع التأكيد على أن الفاعل بما فعل والسيء يتحمل مسؤولية تصرفاته منفرداً، إذا لم يتجاوب معنا”.

وشدد المجتمعون، بحسب الشيخ أبو تركي، عدم قبولهم بسياسة التعميم على أي تجمع سكاني لأبناء العشائر، من أي جهة، سواء كانت أمنية أو فيلق أو ميليشات تعمل بإسم الدولة. و”هذا لا يعدً دفاعاً عن المسيء على الإطلاق، إنما من غير المقبول إحراق ونهب بيوت تجمع سكني، لوجود شخص سيء أو مطلوب ضمن هذا التجمع”.


وفي الأسابيع الماضية، وثقت السويداء 24 حدوث عمليات دهم واعتقالات عشوائية، استهدفت تجمعات سكنية للعشائر القاطنين في المنطقة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، بحجة “ملاحقة المطلوبين”. ومعظم هؤلاء العشائر، تم تهجيرهم من بيوتهم ومناطقهم خلال السنوات الماضية.

ويبدو اجتماع درعا ضرورياً لتوحيد كلمة العشائر، للبحث عن حلول تكبح التعديات العشوائية والانتقامية ضدهم، في ظل وجود سياسة ممنهجة، من الواضح أنها تسعى لتعليق كل المشاكل الأمنية على أبناء العشائر لوحدهم في الجنوب السوري.