لم يحالف الحظ السيد رأفت ماجد القنطار، في الوصول إلى أوروبا مرتين. في الأولى نجا من الموت بأعجوبة، وفي الثانية توفي على أبواب القارة العجوز.
القنطار من أهالي قرية داما في ريف السويداء، لا يعرفه أهالي قريته كثيراً، فقد كان مقيماً لسنوات طويلة في مدينة جرمانا، وانتقل إلى السويداء مع بداية الحرب في سوريا. كان له من العمر 48 عاماً، أمضاها أعزباً، ويمتهن الأعمال الحرة مصدر رزق له.
قبل أكثر من ثلاث سنوات، كانت محاولته الأولى للهجرة إلى أوروبا، لكنه تعرض لعملية احتيال كادت تودي بحياته، وفق ما ذكر مصدر مقرب منه للسويداء 24، مشيراً إلى أنه تُرك مع مجموعة سوريين لمصيرهم في صحراء قاحلة بين السودان ومصر، عدة أيام، قبل أن ينقذ حياتهم حرس الحدود المصري.
عاد القنطار بعد تلك المحاولة إلى سوريا، فبحث عن طريقة ثانية للوصول إلى أوروبا. وقبل حوالي سنة، قرر التوجه إلى بيلاروسيا، إحدى بوابات عبور أو تهريب المهاجرين إلى أوروبا.
وأضاف المصدر أن القنطار فشل في أكثر من محاولة أن يتجاوز الحدود إلى بولندا عبر الغابات، قبل أن يصاب بمرض في صدره، أُسعف على إثره إلى أحد المستشفيات في بيلاروسيا، وفارق الحياة هناك.
وأقيم موقف عزاء للقنطار في مسقط رأسه بقرية داما اليوم الاثنين، بعدما وصل جثمانه من بيلاروسيا إلى سوريا، إذ يبدو أن القدر عانده في مغادرة هذه البلاد، فعاد ليُدفن فيها، بعدما حاول مراراً فراقها.