السويداء: هل شاركت ابنة الراحل بقتله لانتزاع أملاكه ؟

لا تزال تداعيات قضية الراحل الاستاذ عدنان كنعان تتفاعل، بعد سنة ونصف على وفاته التي بدت طبيعية حينها، وشهر على ظهور تفاصيل جديدة أعادت فتح القضية، إثر شكوك بتعرض الضحية لجريمة قتل.


صباح اليوم الأحد، هاجم مقربون من كنعان، منزل ش. العشعوش في حي النهضة بمدينة السويداء، وبعد اشتباك بالأسلحة الرشاشة معه، تمكّن المهاجمون من احتجازه، ثم قاموا بتسليمه لفرع الأمن الجنائي، ليصبح عدد الموقوفين في القضية ثلاثة: ابنة كنعان الوحيدة، وصديقها ر. الشاعر، إضافة إلى ش. العشعوش.


فصول الحادثة تعود إلى العام 2021، عندما طلبت ابنة الراحل عدنان كنعان، أن يمنحها وكالة عامة بأملاكه، ادّعت أنها تحتاجها لإتمام معاملة سفر لإكمال دراستها في أوروبا. الأملاك عبارة عن منزل عربي تحيطه أربع دونمات، وبستان في منطقة الشعاف على أطراف بلدة الرحى.


لم يتردد الراحل عدنان كنعان في منح الوكالة لابنته، رغم أن إجراءات السفر ليست بحاجة إلى هذا النوع من الوثائق. وبعد فترة وجيزة، صادف الأب شخصاً غريباً في أرض الشعاف، ليخبره الأخير أنه اشترى الأرض، وهذا ما أثار صدمة عدنان كنعان، الذي لم يبعها لأحد.


عاد كنعان إلى المنزل وأخبر ابنته بالموقف وسألها إن كانت قد تصرفت بالأملاك، فأنكرت ذلك، وأفادت بروايات متضاربة. لم يمضي شهرين على الحادثة تقريباً، حتى توفي كنعان في ظروف غامضة داخل خزان ماء في منزله.


تقرير الطبيب الشرعي، أشار وقتها إلى أن الوفاة طبيعية، ونتيجة عدم وجود ادعاء لدى السلطات بالاشتباه بجريمة، أقفل القضية مؤقتاً.


مطلع العام الجاري، زار ش. العشعوش مع بعض اقاربه وجيهاً من آل كنعان في بلدة الرحى، وادعى أنه اشترى منزل الاستاذ عدنان كنعان قبل سنة ونصف، بموجب عقد بيع قطعي مُسجل بإسم أمه. العقود والأوراق نظامية، وتُظهر ان الابنة باعت المنزل قبل وفاة والدها بالفعل.


طالب ش. العشعوش بإخلاء المنزل، الذي تعيش فيه ابنة الراحل عدنان كنعان مع أمها. لكن آل كنعان رفضوا إخلاء المنزل، ودخلوا في نزاع قضائي مع مشتري المنزل، وأرض الشعاف.


على إثر هذه التطورات، وتأكيد آل كنعان أن الراحل لم يبع المنزل والأرض، تدخل ابن شقيقه، ق. كنعان، الذي كان قد خرج من السجن مؤخراً. ابن العم أثارت تفاصيل البيع شكوكه، فقرر بعد الرجوع إلى العائلة، ان يحتجز ابنة عمه ويحقق معها.


وبالفعل، تعرضت الابنة للاحتجاز، وأدلت بأقوال تحت التعذيب، أنها باعت المنزل والأرض بالاتفاق مع صديقها ر. الشاعر، وأعطته الأموال، ليسافرا سوياً. لكن السفر لم يحصل، والأموال اختفت.


الصادم في القضية كان قول الابنة -تحت التعذيب- إن اكتشاف والدها لبيع الأرض، دفعها للاتفاق مع ر. الشاعر على التخلص منه. وزعمت أنها رتبت الجريمة، عندما كانت مع والدها لوحدهما في المنزل، حيث جاء ر. الشاعر ومعه شخص آخر لا تعرفه، وأقدما على خنقه، ورميه في خزان الماء، أمام أعين الابنة.


على وقع الاعترافات، هاجم ق. كنعان مع ابناء عمه منزل ر. الشاعر، واختطفوا والده وشقيقه، حتى أجبروه على تسليم نفسه لهم. ورغم إخضاع الشاعر للتعذيب، لكنه لم يعترف بالجريمة، ولا بالشخص الذي تدعي الابنة أنه كان معه. قرر حينها آل كنعان، تسليم الابنة، ور. الشاعر، لفرع الامن الجنائي.


في الأيام الماضية، تسربت معلومات لآل كنعان، أن ر. الشاعر اعترف أثناء التحقيق في الجنائية، عن اسم ش. العشعوش، وهو نفس الشخص الذي اشترى المنزل من الابنة وطالب بإخلائه. فما كان من آل كنعان إلى مهاجمة منزله اليوم، وتسليمه للأمن الجنائي بعد القبض عليه.


من المهم الإشارة إلى أن تفاصيل القضية لا تزال حتى الآن مبنية على أقوال واعترافات أُخذت بالإكراه من المتهمين، ومع تسليمهم كلهم لفرع الأمن الجنائي، فإن الجهات المختصة والقضاء هم المخولين الآن بكشف الحقيقة، وتقديم الجُناة للعدالة، في حال ثبت ارتكاب الجريمة. فهل تكون الابنة قد شاركت بقتل والدها، سؤال قاسٍ يتطلب بعض الوقت للإجابة عليه.