بعد ثلاثة أيام من التصعيد الذي كاد يتحول إلى مواجهات مسلحة، أطلقت الأجهزة الأمنية سراح المعتقل رافي أسامة الشاهين، صباح اليوم الأربعاء.
ووصل رافي إلى دار عرى، بعد تدخل الأمير لؤي الأطرش في وساطة أفضت للإفراج عنه، مقابل إطلاق أقاربه سراح ضابط برتبة مقدم، احتجزه أقارب المعتقل، يوم أمس الثلاثاء على طريق دمشق السويداء.
مصدر مقرب من الشاهين، نفى ما قالته الأجهزة الأمنية، إن رافي مطلوب بقضايا جنائية، مؤكداً أنه ليس مطلوباً حتى للخدمة العسكرية، فهو من مواليد 2004، وكان ينوي المغادرة إلى لبنان، بحثاً عن لقمة العيش، قبل أن يتم اعتقاله في كراجات العباسيين، يوم الأحد.
وبعد يوم من اعتقاله، قطع أقاربه طريق دمشق السويداء، واحتجزوا ضابطاً وعنصرين من الجيش السوري، ثم أفرجوا عنهم في نفس اليوم، نتيجة وعود من مسؤول في الدفاع الوطني، بالإفراج عن رافي. مسؤول الدفاع تنصل من وعوده، وقال إن إطلاق سراحه يحتاج عدة أيام.
عاد أقارب الشاهين واحتجزوا المقدم أمس الثلاثاء، فيما حاولت الأجهزة الأمنية تصعيد الموقف، من خلال إرسال تعزيزات إلى مكان قطع الطريق. قبل أن يتدخل الأمير لؤي الأطرش، وتنجح وساطته في إنهاء التوتر، وإطلاق سراح الشاهين.
وشهدت محافظة السويداء ثلاث حوادث مماثلة خلال الشهر الجاري، من اعتقالات لشبان يحاولون مغادرة البلاد، وما يقابلها من ردود أفعال أقاربهم باحتجاز ضباط وعناصر من الجيش والأجهزة الأمنية، للإفراج عنهم.
ويبدو واضحاً أن أساس المشكلة في هذه الحوادث هو الظرف الاقتصادي السيء الذي يدفع الشباب لمغادرة البلاد، بحثاً عن فرصة حياة أفضل. في حين تقابل السلطة هذه الظروف السيئة بإجراءات أمنية، لا تساهم إلا في توتير الأوضاع، فالناس لم تعد قادرة على تحمل هذه الظروف، وأي اعتقال سيقابله رد فعل مماثل.