السويداء: استقالة جماعية في أحد المجالس البلدية

أعلن غالبية أعضاء المجلس البلدي في قرية ريمة اللحف بريف السويداء الغربي استقالتهم، يوم الأحد، في خطوة تضاربت أسبابها، واختلفت آراء أهالي القرية حولها.


الاستقالة الأولى، التي تبدو أسبابها صريحة وواضحة؛ قدّمها السيد مشرف أبو فخر، تحت عنوان: سامحونا يا أهلنا. ابو فخر نشرصورة لطلب الاستقالة على صفحته الشخصية، مقدماً إلى رئيس البلدية، وفق ما ذكر مصدر محلي للسويداء 24.


وأعلن أبو فخر أن السبب وراء استقالته: “عدم التمكن من حل مشكلة مياه الشرب في القرية، بتامين غاطس بديل للبئر الجنوبي المغذي للقرية، علماً أن عطل الغاطس تجاوز الثلاثة أشهر”.


الكثير من أهالي القرية أثنوا في تعليقاتهم على قرار السيد مشرف أبو فخر، معتبرين أنه قراراً جريئاً، في ظل تفاقم معاناتهم من أزمة مياه الشرب. أبو فخر صوّب في استقالته نحو السبب الحقيقي: غياب الحلول لأزمة المياه.


ولم تمضي ساعة على إعلان السيد مشرف استقالته، حتى نشر ستة من أعضاء المجلس البلدي صورة لاستقالة جماعية، رصدتها السويداء 24، معللين أسبابها “بتفرّد رئيس المجلس بقراراته دون علم المجلس ضمن الإجتماعات الدورية وعدم دعوة المكتب التنفيذي من قبل رئيس المكتب بعد اجتماعات المجلس لتنفيذ القرارات المتخذة من قبل المجلس”.


بدوره ردّ رئيس المجلس البلدي، السيد أسامة حكيمة أبو فخر، في تعليق على قرار الاستقالة: “كل شيء موثق عندي، ودائما دعوات المجلس تكون قبل يومين أو ثلاثة أيام بعض الأحيان لكي نترك للعضو مجال الحضور إذا كان عنده عمل”.


وأضاف رئيس البلدية: “أنا طلبت المساعدة معي من بعض أعضاء المجلس للقيام بالأعمال لصالح البلد لكنهم رفضوا ذلك، وكله موثق وعليه شهود من المجلس”.


خبر الاستقالة الجماعية حصد تفاعلاً كبيراً في القرية، واختلافاً في الآراء، بين من اعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، وآخرين قالوا إنه هروب من المسؤولية. فيما اتفقت بعض التعليقات من أهالي القرية، على أن المستقيلين لم يحمّلوا المسؤولية للجهات التي يفترض أن تتحملها، وهي الإدارة المحلية ومؤسسة المياه.


هذه الاستقالات، ليست فريدة من نوعها في الظروف الراهنة، وهي مؤشر واضح على عدم وجود حلول في الأفق لتحسين الواقع المتردي. أزمات مستعصية تتصدرها مشكلة المياه، وتخلٍ كامل من الدولة عن دورها الرعائي، وبلد بأكمله ينجرف نحو الهاوية.