في رسالة مليئة بالدعوة للتغيير والعدالة، وجه الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين، سماحة الشيخ حكمت سلمان الهجري كلماته عبر بيان إلى الأهل الأكارم وشباب سوريا، وعبّر فيها عن قلقه العميق إزاء الأوضاع الحالية داعياً إلى التحرك من أجل تحقيق التغيير وتحقيق العدالة.
وفي كلمات تعبّر عن استياء عميق ودعوة للتغيير، وجه الشيخ الهجري رسالة صريحة إلى المسؤولين والجهات المعنية. تحت عنوان “نحن نريد العزة والكرامة”، مؤكداً على تصاعد الضيق والمعاناة التي ألمّت بالشعب جراء الأزمات المتلاحقة وسوء الإدارة.
بيان الرئاسة الروحية، توجه إلى المحتجين، “حقكم ان تطالبوا بالعيش الكريم ولن نرضى بالحد الادنى، ولنطرد من بيننا كل من يحاولون بثه بيننا للمزاودة على طلباتنا”. وأضاف “فمن حق الناس ان تصرخ وتستغيث، من حق الناس ان تتوقف عن عمل أصبح يجلب لهم الإذلال، ومن العيب ان نرى هذا التدمير ونبقى صامتين، وليكن في وجه من يستلم موقعا قياديا بعض الحياء والخجل حين العجز والتقصير”.
ووجه سماحة الشيخ حكمت الهجري التحية والسلام إلى أبناء الطائفة المعروفية التوحيدية الشريفة وإلى الشعب السوري من حوران إلى الجزيرة، معبرًا عن تقديره للصبر والجلد الذي أبداه الشعب في مواجهة التحديات المتلاحقة. وأكد الشيخ حكمت الهجري أن الصمت لا يعني الرضى.
وأضاف: “فقد طالت التصرفات والاجراءات لقمة العيش، فآن الأوان لقمع مسببي هذه الفتن والمحن ومصدري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ونقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء، وكل حارق مارق قبل ان يسرق اموالنا من موقعه”.
وقال البيان: “أصبحنا أمام غرباء استباحوا مقدراتنا وخيراتنا بطرق مشكوك بأمرها، وخلت المواقع من الصادقين بالتعامل مع كل تلك المحن، فكان في مواقع المسؤولية اشخاص موتورون يتصرفون بالسوء والجباية والتخريب بقرارات مخالفة للأصول والدستور، تصدر في الظلام لتصدم الشعب وتنتهك مقدراته وتقضي على امال العيش الهانيء والكريم”.
وأكمل: “وصل الحرمان حتى من لقمة الخبز ومن قطرات من الماء والمحروقات باختلاق ازمات ، وتقصير في التمويل والاداء ، وسارت الخطط بمواجهة الشعب لا في مصلحته، مما زاد من معاناته وأوجاعه”.
كما شدد على ضرورة التصدي لمصادر القرارات الجائرة والمحرضة للفتن والمحن، معلنًا أن الوقت قد حان لقمع مثل هذه التصرفات الضارة. ودعا ايضاَ إلى إبعاد كل من يسعى لزعزعة استقرار الوطن وتخريبه.
“نبّهنا مراراً إلى نقاط كثيرة وأشرنا إلى مواضع الفساد والإفساد”، هكذا صرح الشيخ حكمت سلمان الهجري، مشيرًا إلى جهودهم المستمرة لتسليط الضوء على القضايا المهمة والحرجة. وأشار إلى أنهم توجهوا إلى مختلف المستويات لمعالجة هذه المشكلات، لكنهم واجهوا تجاهلًا وسوء تصرف.
وأكمل البيان “ما هكذا يعامل شعب من قبل حكومته، ولا هكذا تكون القرارات ولا التصرفات، والحجة حرب كونية، وأي حرب كونية وانتم تدمرون شعبكم وتحبسون مقدراته عنه، وتسقطون اقتصاده الوطني الى الحضيض بقرارات بخسة، وتعاملات لا تهمها سوى الجباية القسرية وتدمير البنى التحتية”.
وأكد أن هذه السياسات، “تسببت بهروب جماعي من كل المواطنين دون تمييز إلى الخارج، وتدمير للعلم وتخوين للشرفاء ، لم كل هذا الاذلال أيها المعنيون المؤتمنون على ابناء الوطن، ان لم تكن قراراتكم من قلوب وطنية بل من جهات اجنبية، نطالبكم بالعمل وفق ارادة الشعب ومصلحته، فحرام عليكم ان تستمر هذه المهازل”.
البيان دعا إلى العمل بروح الوطنية والمصلحة العامة، مطالبًا بوقف التصرفات الضارة وتحقيق العدالة وإعادة الاستقرار للبلاد. وأكد أن هذه المساعي هي التي ستقود إلى بناء مستقبل أفضل لسوريا وشعبها.
كما حث الشيخ حكمت سلمان الهجري على استيقاظ الناس من سباتهم والاهتمام بكرامتهم وكرامة أهلهم. وأكد على عدم الانجرار وراء مغريات التلاعب والتضليل، وعلى تفهم تلك الجهود التي تهدف إلى تشتيت الانتباه والالتفاف عن القضايا الحقيقية.
الشيخ الهجري تساءل: “هل سنسمح لمصيرنا بأن يكون مصيرًا تحت سيطرة جهات معنية متسترة؟ هل سندفع الثمن الباهظ للتنافس السياسي الدنيء؟”. وأضاف: “من الأفضل لنا أن نجعل أصواتنا صوتًا موحدًا يسعى للحفاظ على كرامتنا وكرامة أهلنا”.
البيان أوضح بشكل حاد وواضح، أن مسؤولية القيام بواجباتهم تجاه الشعب والوطن ليست مهمة يمكن تجاوزها. وحثّ البيان على تحمل المسؤولية والعدول عن المناصب لمن يثبت فشلهم في تحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطنين.
البيان لم ينسى أن يشير إلى دور الدول والمنظمات الداعمة التي لا تزال تقف إلى جانب الشعب السوري وتسعى لتخفيف معاناته. “الشكر للدول العربية ودول الخليج والمنظمات الدولية والدول التي اوت شعبنا وقدمت لهم العون”. غير أنه تساءل أين بقية الدول الصديقة والضامنة لهذا الشعب الذي يشهد محنة عميقة.