حتى “الملحية الكذابي” خارج حسابات السوريين

دأبت صفحة إذاعة شام إف أم منذ اليوم الأول في رمضان، على نشر فقرة “جود بالموجود”، لتقدم نصائحاً للسوريين الذين لم يعد لديهم لا جود ولا موجود، عن وجبات طعام “شهية واقتصادية”، و”بمكونات سهلة وبسيطة موجودة في كل بيت”.

انطلاقة الفقرة في أول أيام رمضان، عددت مكونات طبق شاكرية دجاج، لعائلة مكونة من خمسة أشخاص، بلغت تكلفتها 119 ألف ليرة سورية، وبكيلو دجاج واحد. ليتفاعل المعلقون بسخرية، مع الثمن الباهظ لهذه الوجبة التي لا تكفي خمسة أشخاص. ردّ أحد المعلقين: ما علينا، وهي طار نص الراتب بأول يوم.

في اليوم الثاني من رمضان، اقترحت الإذاعة طبق معكرونة ألفريدو، مع نصف كيلو دجاج، وبلغت تكلفتها 111 ألف ليرة سورية. هذا الرقم الذي يعادل ثلث راتب موظف سوري، علّق عليه أحد الموظفين: “بنفطر بالراتب 3 ايام معناها على هالوجبات، وباقي رمضان بيتصدقوا علينا المحسنين”.

طبقا الطعام “الاقتصاديان المتوفرة مكوناتهما في كل منزل”، أثارا موجة تعليقات ساخرة تعكس الحال المتردي للسوريين، الذين بات شراء كيلو اللحمة بالنسبة لهم “رفاهية مفرطة”. فانتهت “الرفاهية” في باقي الأطباق، وبدأت الإذاعة بنشر أطباق طعام “من قريبو”.

قررت الإذاعة إزالة اللحمة والدجاج من قائمة الإقتراحات، لعلّها تتخلص من سخرية السوريين، فاقترحت طبق “ملحية كذابية”، المنسف المشهور، مع استبدال اللحمة بالبطاطا، وبلغت تكلفة هذا الطبق على حساباتها، 42 ألف ليرة سورية، ما يعادل 15% من الراتب الشهري.

حتى “الملحية الكذابية”، وبعدها طبق برغل بحمص الذي بلغت تكلفته 33 ألف ليرة سورية، ما يعادل 10% من الراتب، لم تنتهي التعليقات اللاذعة عليهما.

رد أحد المعلقين: اذا سمعنا منكم ما اكلنا غير هذه الأكلة هاد اذا المقادير بتكفي العيلة، برأيكم الراتب كم مرة يكفي لطبخ الأكلة، ومابدنا نصرف اي شيء من الراتب غير للطبخ وحتى اجور المواصلات للوظيفة من خارج الراتب، حاج كذب وحط هيك برامج بتزعجوا وبتقهروا فيها العباد”.

من هنا، بدأت الإذاعة بنشر أطباق بتكلفة أقل، فاقترحت طبق “شوربة الجزر” المكون من ست جزرات مع “شوية ثوم وحليب وبصل”، بقيمة 14 ألف ليرة سورية، وطبق عجة بالفرن، مع بيضتان فقط، بقيمة 12 ألف ليرة. ردّ أحد المعلقين: “من الأول سيد راسي اقترحولنا شيء على قد الحال”.

تكفي نظرة على أسعار هذه الأطباق والتعليقات عليها، التي ينطبق عليها عبارة “المضحك المبكي”، والتدرج بأسعار الأطباق الذي كاد يصل إلى حد اقتراح “الخبز اليابس”، لاكتشاف جانب من الواقع المأساوي في المستوى المعيشي للسوريين. فمن أين نجود بالموجود ؟

السويداء_24