لشهور يصارع الموت.. ضحية جديدة لمخلفات الحرب في السويداء

عمّ الحزن في أوساط عشيرة السحيمان في قرية الساقية بالريف الشمالي الشرقي للسويداء، بعد تلقيهم خبر وفاة الشاب ماجد السحيمان، الذي كان يصارع الموت منذ ستة شهور في مشفى السويداء الوطني، إثر إصابة خطيرة بانفجار جسم من مخلفات الحرب.

ماجد، فتى في مقتبل العمر، لم يتجاوز العشرين ربيعاً، كان قد أصيب في السادس من تشرين الثاني الفائت، بجروح خطيرة تركزت في منطقة الرأس، إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب “قنابل عنقودية”، خلال رعايته للمواشي، في منطقة حوي حسين، شرقي بادية السويداء.

أُسعف حينها ماجد بحالة حرجة إلى مشفى السويداء الوطني، لمسافة تزيد عن 50 كم، وفق ما ذكر مصدر مقرب منه للسويداء 24. وخضع في المشفى بعدها لأربع عمليات جراحية في الدماغ، نتيجة نزف دماغي، وسحايا، وكسر وضياع بالجمجمة.

ورغم حالته الصعبة، بقيت عائلته طيلة الشهور الماضية على أمل إنقاذ حياته، كما تفانى كادر المشفى الوطني في محاولات علاجه ورعايته، لكن إرادة القدر كانت أقوى، إذ أعلن الأطباء وفاة الشاب ماجد في يوم الأمس الاثنين.

هذه حالة الوفاة الثانية التي توثقها السويداء 24، بانفجار مخلفات الحرب، خلال العام الحالي، فقبل شهر من اليوم، توفي شاب من عشيرة الحطّاب قرب بلدة ذيبين في ريف السويداء الجنوبي الغربي، كما أصيب شخصين بجروح قرب قرية وقم في الريف الشمالي الغربي.

وكانت عشيرة السحيمان قد فُجعت بفقدان ثلاثة من أطفالها في عام 2021، بانفجار جسم مجهول بالقرب من منزلهم في قرية الساقية. ليستمر عداد الموت وخسارة ضحايا نجوا من نيران الحرب، ولم ينجوا من مخلفاتها.

أبناء عشيرة السحيمان، في الوقت الذي يستقبلون فيه التعازي بوفاة ابنهم، طلبوا في اتصال مع السويداء 24 توجيه الشكر إلى كادر مشفى السويداء الوطني عموماً، والطبيب تمّام حديفة على وجه الخصوص، “بقي واقفاً معنا ويجاهد معنا لإنقاذ حياة ابننا حتى آخر نفس ودون أي مقابل، لن ننسى موقفه”.