بين تخاذل التحالف وأطماع إير.ان.. الجوع يحاصر أطفال الركبان

يواجه أكثر من ثمانية آلاف نازح سوري ظروفاً معيشية قاسية منذ أكثر من شهر، داخل مخيم الركبان الواقع في الصحراء السوريّة، على الحدود مع الأردن.

هناك في عمق الصحراء حيث لا مقومات للحياة، أزمة معيشية تتفاقم، بعد إغلاق الجيش السوري وميليشيات إيرانية المعابر نحو المخيم من جهة، وتخاذل التحالف الدولي المسؤول عن المنطقة، من جهة أخرى.

في شهر نيسان/أبريل الفائت، أغلق الجيش السوري وميليشيات تدعمها طهران، المعبر الرئيسي المؤدي من مناطق سيطرة دمشق إلى مخيم الركبان، ومنعت دخول المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، ما تسبب بأزمة معيشية، تفاقمت مؤخراً بعد مرور حوالي 40 يوماً على الإغلاق.

خالد العلي، ناشط إعلامي يقيم في المخيم، قال في اتصال مع السويداء 24، إن الوضع يتفاقم يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الامراض بدأت تنتشر بين الاطفال، بسبب سوء التغذية. وأكد ان المحال التجارية في المخيم باتت شبه خالية من المواد الغذائية، وسط صعوبات بالغة في تأمين المحروقات، والأدوية.

العلي أوضح أن الفرقة الرابعة وميليشيات إيرانية تشدد الحصار على المخيم منذ 42 يوماً، ما تسبب بالأزمة الحالية التي يعاني منها حوالي 8000 مدني، بينهم الكثير من النساء والأطفال. ونقل العلي مناشدات وجهها سكان المخيم، إلى أهالي محافظتي درعا والسويداء، للتضامن معهم في هذه المحنة، لعل “المنظمات الدولية والإنسانية تتحرك إزاء معاناتنا”.

مصدر آخر من سكان المخيم، أفاد للسويداء 24، أكد أن الكثير من المواد الغذائية الأساسية باتت مفقودة، مثل الخضار والفواكه والفروج، وبالكاد يستطيع الأهالي تأمين بعض أصناف الغذاء، بأسعار مرتفعة.

كما لفت المصدر الأهلي، إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتعدّ هذه المنطقة تحت نفوذه ووصايته، يتنصل من مسؤولياته، ولا يقدم إلّا الوعود التي كان آخرها “سننقل معاناتكم إلى القيادة”. مع العلم أن المخيم يقع على الحدود مع الأردن مباشرة، وتتواجد فيه قاعدة عسكرية متقدمة للقوات الأمريكية.

بين تخاذل التحالف، وسياسات التجويع من النظام وحلفائه، نفذ عدد من سكان المخيم وقفات احتجاجية، طالبوا فيها بتوفير الغذاء والدواء، كما وجهوا نداء استغاثة حمل صورة سلطان باشا الأطرش، داعين أهالي السويداء ودرعا للتضامن معهم، بعد “أن تخلى كل العالم عنا”.