تستنفذ سيارة الإسعاف الوحيدة في بلدة القريا، مخصصاتها من الوقود، لتقف عاطلة عن العمل هي وكادر الإسعاف المختص معها، وتقع مسؤولية المرضى والحالات الإسعافية على عاتق المواطنين.
فبينما يستنجد الأهالي في إحدى المناطق النائية على أطراف البلدة، لإسعاف مريض بحالة حرجة، يخلو مركز الإسعاف من أيًّ من كادر التمريض، وتنقطع استجابة رقم منظومة الإسعاف 110، ليفقد المريض حياته في سيارة خاصة، قبل وصولها إلى المستشفى بلحظات.
ذلك ما حدث مساء أمس الجمعة مع المواطن حسام ابو صعب، بعد قرابة ساعة من إصابته بأزمة قلبيّة في بئر القريّا الغربي، الذي يبعد قرابة كيلومترين عن وسط البلدة.
في حين تستغرق أقرب مراكز الإسعاف المتاحة حوالي نصف ساعة على أقل تقدير، لإيصال آلياتها إلى أي نقطة في بلدة القريا ومحيطها، وهذه مدة كفيلة بنقل مريض من البلدة إلى المستشفى الوطني في السويداء ليبدأ بتلقي العلاج.
مصادر أهليّة في بلدة القريا أكدت تكرار الحادثة نفسها منذ أيام، بحجّة “سيارة الإسعاف استهلكت مخصصاتها”، في الوقت نفسه الذي تتوفر فيه آلاف الليترات من الوقود، لدعم برامج مرشحي مجلس الشعب، وإجراء الزيارات الطامحة بالإصلاح.
وبالرغم من كثرة الأحاديث عن سرقات الوقود المتفشية في مجلس البلدة، والعشرات من المؤسسات المشابهة في المحافظة، إلا أن خدمة الإسعاف شديدة الحساسية والتقصير فيها يعد كارثيّاً على مختلف الأصعدة.