احتشد المئات في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، اليوم الجمعة، مجددين المظاهرة المركزية الاسبوعية، التي اعتادوا عليها منذ صيف العام الماضي.

الشعارات والهتافات الثابتة منذ حوالي 10 شهور، ما تزال حاضرة وتعكس تمسك المتظاهرين بمطالبهم الرئيسية: التغيير السياسي كمخرج وحيد للأزمة المستعصية في سوريا، تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، الإفراج عن معتقلي الرأي والمغيبين، وإطلاق الحريات.

توافدت مجموعات من مختلف القرى والبلدات إلى ساحة الكرامة بالأهازيج والهتافات، في طقس كرنفالي بات معتاداً.
نشطاء مدينة شهبا وقراها الذين تولوا تنظيم المظاهرة اليوم، اطلقوا مبادرات ملفتة، بعد دخولهم رافعين لافتة كبيرة عليها بوصلة تشير باتجاه الحرية، في رسالة منهم لرفض المال السياسي والتقسيم والسلاح.

ومع انتهاء المظاهرة في ساحة الكرامة توجه عشرات المحتجين إلى محيط دوار العنقود في مدخل مدينة السويداء الشمالي، حاملين بأيديهم غراساً ومعاولاً، إذ نفذوا حملة تشجير تحمل رسالة سلام بوجه التهديدات.

مبادرة التشجير، جاءت رداً على الأنباء التي انتشرت عن تحضيرات في الموقع لإنشاء حاجز أمني. وتهدف إلى التعبير عن رفض أي إجراء لتقطيع أوصال المحافظة بالحواجز.
وكانت مصادر مطلعة قد قالت للسويداء 24 يوم الأمس إن الهدف من التحضيرات في الموقع إنشاء حاجز أمني في الفترة المقبلة.
وفيما لم يصدر أي توضيح رسمي من السلطات حول تلك الأنباء، قالت مصادر محلية أخرى إن التحضيرات ليست لإنشاء حاجز، إنما لتجهيز مركز لبيع الوقود بسعر التكلفة.
وفي ظل غياب الشفافية من السلطات ومن الإعلام الرسمي، يبقى من الصعب معرفة حقيقة نوايا أي تحرك تقوم به، لا سيما بعد التعزيزات العسكرية والأمنية التي دفعت بها مؤخراً إلى السويداء.
الثابت الوحيد في كل هذا المشهد، رغبة نشطاء المعارضة والحراك السلمي، باستمرار تظاهراتهم ونشاطهم المطالب بإنقاذ البلاد من أزماتها، عبر الحل السياسي، فلا الحواجز كانت حلاً، ولا الإجراءات الأمنية، بل تعتبرها المعارضة جزءاً من المشكلة.