نعقيدات للمزارعين في السويداء تستنزف جيوبهم

يواجه مزارعو الحبوب في محافظة السويداء تعقيدات كثيرة في تسليم محاصيلهم، واستلام ثمنها من الحكومة السورية، ما خلق أعباءً إضافية على المزارعين.

وتجري عملية تسليم المحاصيل، عبر مكاتب تتولى عملية التنظيم وفقاً للتسعيرة المعتمدة. وبلغ سعر الكيلو الواحد من القمح 5500 ليرة سورية، والشعير بمبلغ 2800 ل.س للكيلو غرام الواحد، يضاف إليها 200 ليرة دعم من صندوق دعم الإنتاج الزراعي، ليصبح السعر 3000 ل.س.

أحد مزارعي الريف الجنوبي قال للسويداء 24، إن مراكز استلام الحبوب اعتذرت عن إرسال آلياتها لاستلام المحصول من الفلاحين، و هذا بسبب تعطل بعض الآليات المخصصة لنقل المحاصيل و عدم توفر مخصصات الوقود للبعض الآخر منها.

هذا الإجراء، أجبر المزارعين على نقل الحبوب إلى المراكز على نفقتهم الخاصة، وهو ما سيرتب أعباءً إضافية على المزارعين نظراً لارتفاع أسعار المحروقات و تكاليف النقل.

مصدر في مركز تسويق دمشق أكد صحة هذه الرواية، مرجعاً السبب إلى العوز في مخصصات الآليات، الذي يصل أحياناً إلى السيارات التي تنقل الطحين للأفران “مما يخلق مشاكلاً يصعب إخفاؤها في بعض أهم القطاعات”.

وصف أحد الأهالي الظروف الراهنة للواقع الزراعي بأنها “إفقار متعمد للفلاح ” فأجور الجرارات الزراعية و اليد العاملة و الأسمدة و غيرها من التكاليف مرتفعة جداً مقارنةً بالأسعار المحلية للمنتوجات الزراعية، حيث يواجه قطاع الزراعة في محافظة السويداء مشاكلاً من أعوام، دفعت بعض المزارعين للاعتكاف عن الزراعة و التوجه لمهن أخرى.

ولا تقتصر التعقيدات على عملية تسليم المحصول، فالمسألة الثانية تكمن في استلام ثمنها من الحكومة، التي خصصت مكتباً واحداً في المصرف الزراعي في السويداء لتسليم الأموال المستحقة للناس، ما خلق ازدحاماً كبيراً.

وترصد صورة وردت للسويداء 24 من أحد المواطنين، تجمعاً كبيراً في المصرف الزراعي، وما زاد الأزمة، تحديد الحكومة سقف الأموال المتوجب عليها تسليمها، بخمسين مليون ليرو كاول دفعة، وخمسة وعشرين مليون ليرة في كل يوم.

يطالب المزارعون بتخصيص عدة أماكن لتسليم ثمن المحصول، فلا يعقل أن يستلم المستحقون أموالهم وكأنها حسنة عليهم، أم أن الحكومة لا تجد حلولاً إلّا في عملية جباية الأموال وتفريغ ما تبقى في جيوب الناس ؟