قبل يوم واحد من انتخابات مجلس الشعب في سوريا، شهدت محافظة السويداء مظاهر رفضٍ لإجراء الانتخابات منذ ساعات صباح اليوم الأحد، إذ لم يقتصر الأمر هذه المرة على المقاطعة المعتادة لانتخابات يصفها المعارضون بالصورية.
البداية كانت من بلدة المزرعة بالريف الغربي للسويداء، حيث استولى محتجون على صناديق انتخابية وصلت صباح اليوم إلى أحد المراكز، رافضين إجراء الانتخابات في البلدة. وفي بلدة ولغا المجاورة، صادر بعض الأهالي صناديق الانتخاب من مبنى البلدية وحطّموها، وكذلك في قرية المشقوق.
كما شهدت بلدة القريّا جنوب السويداء تجمع عشرات الشبان الذين طاردوا سيارة كانت تنقل صناديق الاقتراع إلى مبنى البلدية، وتمكنوا من الاستيلاء عليها قبل تحطيمها وإضرام النار بأوراق الاقتراع.
ونفذ نشطاء المعارضة في عدة قرى وقفات احتجاجية وتوزيع ملصقات، للتأكيد على رفض إجراء الانتخابات فيها، من بينها: سليم، ومردك، وذيبين، وعرمان، وأم الرمان. كما أصدر ناشطون في قرى أخرى بيانات أعلنوا فيها المقاطعة، فيما تعتزم بعض القرى منع الانتخابات وإغلاق المراكز الانتخابية.
وأعلن نشطاء الحراك السلمي في السويداء عن مظاهرة مرتقبة صباح غد الاثنين انطلاقاً من ساحة الفرسان، “رفضاً لمسرحية الانتخابات التي لم تكرس إلّا الفساد والاستبداد منذ عقود”. ومن المتوقع إغلاق العديد من الطرقات الرئيسية المؤدية إلى القرى التي قررت المقاطعة.
وكانت اللجنة القضائية الفرعية لانتخابات مجلس الشعب قد أعلنت عن تخصيص 286 مركزاً انتخابياً في محافظة السويداء، حيث يتنافس أكثر من 100 مرشح على 6 مقاعد مخصصة للسويداء. ومن هذه المقاعد، 4 محسومة مسبقاً لصالح “كتلة الوحدة الوطنية” عن حزب البعث، ومقعدان للمستقلين، على الأرجح سيكونا من نصيب نشأت الأطرش ومعين نصر.
هذا الشكل الهزيل للانتخابات، المحسومة النتائج، لمجلس بالكاد يحمل طابعاً خدمياً ولا يمكن تشبيهه بالبرلمانات التي تعبر عن أصوات ورغبات شعوبها، قوبل هذه المرة برفض معلن داخل السويداء أشبه بحالة عصيان، بعدما كان يقتصر في السنوات الماضية على مقاطعة صامتة للانتخابات، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة في آخر دورة 15% ممن يحق لهم الانتخاب.