مع بدء التحضير لموسم مونة المكدوس في السويداء، تجد العائلات نفسها مضطرة لتحمل تكاليف باهظة، حيث تحتاج الأسرة المكونة من أربعة أفراد إلى حوالي نصف مليون ليرة سورية لإعداد 40 كيلوغراماً فقط من الباذنجان، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية.
مونة المكدوس تعتبر واحدة من أهم التقاليد الغذائية في السويداء. هذا الطبق التراثي يُحضّر عادة مع اقتراب فصل الخريف، حيث تبدأ العائلات في تجهيز كميات كبيرة منه لتخزينها واستهلاكها على مدار العام.
يعتمد المكدوس بشكل أساسي على الباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة والثوم، ويُحفظ في الزيت بعد تخميره، مما يمنحه نكهة مميزة تميزه عن غيره من الأطباق.
لكن مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية، أصبح تحضير المكدوس يشكل تحدياً مالياً للكثير من العائلات. خلال جولة ميدانية أجرتها السويداء 24، لوحظ أن أسعار الباذنجان، وهو المكون الرئيسي في المكدوس، تتراوح بين 2500 و3500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
بينما يتراوح سعر كيلو الفليفلة بين 7000 و8000 ليرة سورية. أسعار الثوم كانت اكثر حدة، إذ تراوحت بين 75 و85 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد. أما الجوز، الذي يعتبر عنصراً أساسياً في حشوة المكدوس، فقد تراوح سعره بين 100 و130 ألف ليرة سورية، مما يضيف عبئاً مالياً إضافياً على الأسر.
وفيما يتعلق بالزيت النباتي، فقد وصل سعر اللتر الواحد إلى 24000 ليرة سورية، في حين بلغ سعر عبوة الأربعة لترات 92000 ليرة سورية. ولإعداد 40 كيلوغراماً من الباذنجان، تحتاج الأسرة إلى عبوة زيت واحدة سعة أربعة لترات، وكيلوغرام من الجوز، وكيلوغرام آخر من الثوم، وحوالي 10 كيلوغرامات من الفليفلة.
هذه الزيادات الكبيرة في أسعار المواد الأساسية تعكس التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها العائلات في سوريا، وتؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على الحفاظ على تقاليد تحضير المكدوس، الذي يُعتبر جزءاً من الثقافة الغذائية في البلاد.
ورغم هذه الظروف الصعبة، لا يزال المكدوس يحتل مكانة خاصة في الحياة اليومية للسوريين. وتسعى بعض العائلات للتكيف مع الوضع الاقتصادي الراهن عبر تقليل الكميات المحضّرة أو البحث عن بدائل أقل تكلفة لبعض المكونات، كما ذكرت إحدى السيدات التي بدأت بالفعل بالتحضير لمونة المكدوس لهذا الموسم.
السيدة أشارت إلى أن التحضير للمكدوس أصبح يتطلب خطة مالية محكمة، خاصة لأصحاب الدخل المحدود، حيث يتزامن موسمه مع موسم تجهيز المونة، وافتتاح المدارس، والتحضير لشراء مستلزمات التدفئة. فهل يصبح طبق المكدوس حلماً بعيد المنال؟