يواجه مزارعو العنب في محافظة السويداء تهديدات بخسائر كبيرة في محاصيلهم، بسبب تأخر معمل التقطير في إعلان موعد استقباله للعنب العصيري.
عادةً ما يفتح المعمل أبوابه مع بداية شهر أيلول، لكن وزارة الصناعة لم تصادق حتى الآن على الدراسة التقديرية لتكاليف الإنتاج، التي حددها اتحاد الفلاحين بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام، لأسباب لم يتم الإفصاح عنها بعد.
في حديث للسويداء 24، أشار أحد المزارعين إلى أن العنب بدأ يتعرض لخطر التلف بسبب تأخر قطافه وهجمات الدبور. كما أن تأخر تحديد السعر أدى إلى كساد العنب في السوق وانخفاض سعره، حيث لم يتجاوز 3000 ليرة سورية في أسواق السويداء ودمشق. ونتيجة لذلك، اضطر بعض المزارعين إلى توزيع العنب مجاناً بدلاً من بيعه، لعدم إمكانية تخزينه.
وأوضح المزارع أن الوزارة اقترحت سعراً قدره 2000 ليرة سورية للكيلوغرام، إلا أن الاتحاد رفض هذا السعر، معتبراً إياه “سرقة علنية للمزارع”. كما أشار إلى احتمال وجود “تواطؤ” بين مديري معامل التقطير وبعض المسؤولين في الوزارة لإجبار المزارعين على البيع بسعر منخفض، حيث كان من المعتاد أن يتم تصديق التسعيرة التي يحددها الاتحاد.
وكانت وزارة الصناعة قد عقدت اجتماعاً الأسبوع الماضي بحضور ممثلين عن اتحادي فلاحي السويداء وحمص، إضافة إلى ممثلين عن معامل التقطير في المحافظتين. ورغم هذا الاجتماع، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تحديد سعر العنب.
كما رفض عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفلاحين، مرهج الطويل، توقيع المحاضر المقترحة من الوزارة بشأن السعر، حيث اعتبرها “تبخس حق المزارع”، وفقاً لمحضر اجتماع لاتحاد الفلاحين مع الجمعيات التعاونية الفلاحية المنتجة للعنب العصيري والروابط الفلاحية.
حتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي يوضح أسباب هذا التأخير أو يبرره. وقد يضطر المزارعون إلى تحويل عنبهم إلى منتجات مثل الدبس أو النبيذ، ولكن مع ارتفاع تكاليف الإنتاج من الطبيعي ارتفاع سعر المواد المصنعة. إلا أن تصنيع الموسم كاملاً يهدد بكثرة العرض للمادة ما يؤدي تلقائيا لانخفاض سعرها، وهو ما يشكل تهديداً آخر للمزارع الذي يواجه تواطؤ الدولة، بدلاً من الدعم.
الصورة لعنب عرمان.