عقود الجيش الجديدة: رواتب تفوق الأطباء والضباط !

أعلنت وزارة الدفاع السورية عن حوافز مادية جديدة لعقود التطوع للخدمة في الجيش، حيث يصل راتب الجندي المتطوع إلى ضعف راتب اللواء في الجيش أو الدكتور الجامعي.

في يوم الأربعاء الماضي، قامت وزارة الدفاع بتحديث ميزات عقود التطوع، بزيادة تقدر بحوالي 700 ألف ليرة مقارنة بالعقود السابقة التي صدرت نهاية الشتاء الماضي.

وتصل رواتب المتطوعين في هذه العقود إلى مليوني ليرة سورية شهرياً مع التعويضات. كما تتضمن الميزات احتساب الخدمة الإلزامية كخدمة تطوعية لمدة 5 سنوات. يُسمح أيضاً للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو الذين يؤدون الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية بالتطوع، بشرط ألا يتجاوز عمرهم 32 عاماً.

يحصل المتطوع على مكافأة عند إكمال السنة الأولى من العقد، حيث تُعادل هذه المكافأة رواتب أربعة أشهر لعقد الخمس سنوات، ورواتب ثمانية أشهر لعقد العشر سنوات. بالإضافة إلى مكافأة سنوية تعادل راتب شهرين في العقد الأول، وأربعة أشهر في العقد الثاني. وتُجدد العقود مرة واحدة فقط، وفقاً لبيان وزارة الدفاع.

المثير للانتباه أن راتب الضابط الذي أمضى أكثر من عشرين عاماً في الجيش لا يعادل نصف راتب المتطوع في العقود الجديدة. وهذا يثير تساؤلاً مهماً: كيف تستطيع الدولة توفير هذه الرواتب العالية للمتطوعين الجدد بينما لا تستطيع دفع نصف هذا المبلغ للأطباء والمعلمين؟

وزارة الدفاع قامت بإغلاق التعليقات على الإعلان بعدما أبدى المئات استياءهم، خصوصاً بين أوساط العسكريين الذين أمضوا سنوات طويلة في الخدمة مقابل راتب يبلغ 250 ألف ليرة وبعض التعويضات. يُضاف إلى ذلك استياء المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تلقى بعضهم تعويضات عن إصاباتهم تعادل راتب شهر واحد من العقود الجديدة.

هذا التعديل الجذري في سلم الرواتب للجيش يفتح تساؤلات كثيرة حول توقيته، خصوصاً في ظل التقارير التي تشير إلى توجه نحو تقليص مدة الخدمة الإلزامية والتحول إلى جيش احترافي. لكن السؤال الأكبر الذي يشغل باقي فئات المجتمع هو: ماذا عن رواتبنا التي لم تعد تكفي حتى لثلاثة أيام؟