مع بداية فصل الشتاء، قفز سعر الطن الواحد من الحطب إلى ثلاثة ملايين ونصف مليون ليرة سورية في محافظة السويداء، فيما ارتفع سعر برميل المازوت في السوق السوداء /200 ليتر/ إلى أربعة ملايين ليرة سورية، وسط مخاوف من عدم توفر المازوت بالسعر المدعوم، الذي وإن توفر، لا تكفي مخصصاته لشهر واحد في أحسن الأحوال.
ويتزايد الإقبال على شراء الحطب في السويداء رغم الارتفاع الكبير في أسعاره، وذلك نتيجة الفوارق بينه وبين المازوت من ناحية التكلفة المادية. كما تتوفر بدائل أخرى عن الحطب بتكلفة أقل، مثل تفل الزيتون، والكسح.
وتنتشر مراكز عشوائية لبيع الحطب في مختلف أرجاء المحافظة، تعتمد بالدرجة الأولى على الحطب القادم من الساحل السوري، في ظل تراجع بيع حطب السويداء نتيجة الإبادة التي شهدتها حراج المحافظة خلال السنوات القليلة الماضية، وفق ما ذكر مصدر محلي للسويداء 24.
لكن هذه الحاجة الضرورية لوسائل التدفئة في منطقة شديدة البرودة، في ظل غياب الدعم الحكومي، باتت وسيلة للاستغلال من قبل بعض تجار الحطب، الذين حولوا هذه التجارة إلى مصدر للغش والكسب غير المشروع.
إذ اشتكى بعض الأهالي من أساليب غش غير مسبوقة في بيع الحطب، من تجار يقومون بنقع الحطب بالماء لزيادة وزنه، إلى آخرين يرفضون استخدام ميزان المشتري، ويصرّون على البيع بالوزن الذي يحددونه هم.
الأسوأ من ذلك، أن البعض يبيعون أطناناً من الحطب ليكتشف المشتري لاحقًا أن ما اشتراه لا يتجاوز 700 كيلوغرام فقط. كما ظهرت أساليب أكثر احتيالاً، مثل تعبئة أكياس الحطب بالحجارة لإضافة وزن غير حقيقي، مع منع المشتري من فتح الأكياس بحجة أنها “معبأة وجاهزة للاستخدام”.
هذا الحال ينطبق أيضاً على بعض تجار المازوت في السوق السوداء، الذين يخلطون المادة بالماء، أو يتلاعبون بالكمية المباعة، ليقع الأهالي ضحية للغش حتى عند دفع مبالغ باهظة تفوق قدراتهم للحصول على وسائل تدفئة تقيهم برد الشتاء القارس. كل ذلك، والعجز الحكومي يتزايد في تأمين أبسط مقومات الحياة للمواطنين.